يفضل الكثير من الرجال اخذ العطلة السنوية في رمضان للتفرغ للعبادة واكتشاف هواياتهم في المطبخ، إذ تتنازل بعض النساء عن مملكتهن لصالح الأزواج الذين يحتلون غرفة العمليات وسط اجواء مشحونة ومتوترة لا يكاد ينتهي الشهر الفضيل حتى تخار قوى المرأة الجزائرية، هكذا وصفت لنا إحدى السيدات العاملات معاناتها في الشهر الفضيل، السيدة سهام امرأة عاملة وربة بيت، أم لبنتين في 16 و10 من العمر وصفت لنا معاناتها خلال هذا الشهر الفضيل فزوجها المدخن والمدمن على القهوة يفضل أخذ إجازته في الشهر الفضيل تجنبا لأي مشاداة مهما كان نوعها مع زملائه في العمل· أما فيما يخص مائدة الإفطار فلا يكاد يسمح بغير لائحة المأكولات التي يشتهيها في النهار ولا يتوانى عن ملأ ثلاجة المنزل بأنواع هائلة من المقبلات، كالقطايف وقلب اللوز والزلابية وحتى البقلاوة أحيانا ولكن هذا الأخير حسب تصريح زوجته لا يأكل شيئا وقت الإفطار ماعدا طبق صحن شوربته وقليلا من الأطباق الأخرى لتبدأ جلسة التدخين وشرب القهوة، وهكذا تلجأ زوجته في كثير من الأحيان للطرق على أبواب جيرانها لتقدم لهم أصناف المأكولات الأخرى التي حضرتها والتي في معظم الأحيان لا يتذوقها أحد، سألنا السيدة سهام إن كانت تنبه زوجها بأنه لا يقوم إلا بالتبذير فأجابتنا لقد حاولت مرارا معه ولكنه عندما يكون صائما فلا جدوى من الحديث معه فيجيبها بأنه ميسور الحال وبأنه لا يرمي الطعام فهنالك دوما من يمكن طرق بابه ومنحه بعضا من الطعام، وعن عملها في الشهر الفضيل أجابتنا السيدة سهام بأنها تفضل العمل على البقاء في المنزل لأنها إن بقيت في المنزل فستقوم بالأشغال المنزلية ما يسبب الإزعاج لزوجها الذي يفضل قضاء معظم نهاره نائما في المنزل، ولدى دخولها للمنزل يستيقظ زوجها ليملي عليها لائحة المأكولات التي يرغب في تناولها وليراقبها وهي تعد الطعام وينتقد طريقة عملها حتى يصل به الأمر إلى المقارنة بينها وبين أمه ولا يتفانى في مفاضلة أمه عنها، ما يسبب نرفزتها فتبدأ بمقارنته بوالدها إلى أن يغادر المطبخ كليا متوجها إلى السوق ونكاية بها يجلب أغراضا أخرى ويطلب منها إعدادها، وتضيف السيدة أنها لا تستطيع تلبية كل رغباته لولا مساعدة ابنتها الكبرى·أما عن السيدة وسيلة فهي حديثة العهد بالزواج وهي سيدة عاملة هي الأخرى تقطن مع حماتها وحماها هو الآخر، أما عن زوجها فهو يفضل قضاء يومه في العمل لكي يقضي وقته وحين عودته فهو يذهب ليرتاح قليلا فيشاهد التلفاز أو ينام قليلا ليصحو قبل الآذان بنصف ساعة ويقرأ القرآن ولكنها تشكو من حماتها التي توجه لها الكثير من الانتقاد وتفرض عليها الطبخ بالطريقة التي تعرفها وفقط فيما تفرض عليها طبخ الأصناف التقليدية التي يحبها حماها والتي يجدها زوجها ثقيلة نوعا ما في بعض الأحيان فتضطر الأخيرة إلى إعداد صنفين آخرين بالإضافة إلى الشوربة والبوراك والسلطة التي تعد أطباقا رئيسية، وأضافت وسيلة بت أطمح للسكن بمفردي رغم أن بيت حماتي يسعنا جميعا فقط لتفادي انتقادات حماتي·وعن السيدة فاطمة الزهراء الماكثة بالبيت فلم تتكلم عن معاناتها فهي تبدو امرأة هادئة نوعا ما، هي سيدة في العقد الخمسين ولها ثلاثة شبان كغيرهم من الشباب حسب وصفها يشتهون بعض الأصناف من الطعام ولكنهم لا يلحون علي لإعدادها جميعها في نفس اليوم فهم متفهمون نوعا ما وأضافت السيدة أن زوجها الذي يشتغل بمطار الجزائر يجلب إلى منزله كل يوم عابر سبيل ليشاركهم مائدة الإفطار منذ 6 سنوات عندما زار بيت الله الحرام·