تسعى الجزائر خلال المرحلة الحالية إلى الحفاظ على حصصها من السوق الطاقوية في أوروبا والتي باتت مهددة بفقدانها بعد تعاضم الفجوة بينها وبين الاتحاد الاوروبي حول اتفاقيات الطاقة التي تسعى من خلالها دول منطقة الأورو إلى استغلال الأزمة النفطية الحالية وهبوط أسعار الذهب الأسود للضغط على الجزائر، بغرض تقليص مدة عقود البيع التي تشترط الجزائر أن لا تكون أقل من 10 سنوات على الأقل، إضافة إلى تخفيض أسعار الغاز الجزائري الذي ترى أوروبا أنه يعد أغلى بكثير من الاسعار المعروضة في الأسواق العالمية. ويرى الكثير من الخبراء الاقتصاديين الاوروبيين، أن اللقاء الأخير الذي جمع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يدخل في إطار إطفاء الحريق قبل إعادة بناء علاقات أضعفتها الأزمة الأوكرانية التي لم تفلح إلى حد الآن الدول الأوروبية في تطويقها وإدارتها لصالحها، خاصة وأن الاتحاد الأوروبي يخشى خلال الفترة المقبلة من عجز طاقوي في حال لم يصل إلى اتفاق مع الدب الروسي أو ينجح في الضغط على الجزائر قصد الرضوخ لمطالبه في تقليص مدة العقود وتخفيض أسعار الغاز، خاصة في ظل توجه روسيا نحو الشرق وتحالفها اقتصاديا مع الصين، لأن الاقتصاد الأوروبي لا يزال مرتبطا بالغاز وأمام استراتيجية الكرملين الرامية إلى تدعيم العلاقات مع إيران ومصر والجزائر وسوريا وتركيا وتونس. من جهته، العملاق الروسي غاز بروم كذلك إلى استغلال الخلاف بين سوناطراك وشركائها في الاتحاد الاوروبي للاستحواذ على المزيد من حصص السوق في أوروبا والتي فقدتها روسيا بعد أزمة القرم، حيث كانت هذه الأخيرة تمول أوروبا بما يقدر بحوالي 40 بالمائة من احتياجاتها من الطاقة، حيث تستورد ألمانيا من روسيا 40 بالمائة من احتياجاتها من الغاز الطبيعي في حين تستورد إيطاليا 25 بالمائة من احتياجاتها من نفس المادة، حيث تصل نسبة التبادل بين روسيا والدول الأوروبية إلى 450 مليار دولار. وفي هذا السياق أيضا، صرح الكسندر مدفيديف، نائب الرئيس التنفيذي لشركة جازبروم الروسية المنتجة للغاز، إن الشركة تقدر صادرات الغاز للاتحاد الاوروبي وتركيا في العام الجاري عند 147 مليار متر مكعب، في وقت كانت الشركة ذاتها قد أعلنت في وقت سابق أنها تعتزم تصدير 157 مليار متر مكعب من الغاز للاتحاد الأوروبي وتركيا العام الجاري.