أعلن الجيش الإسرائيلي أن طائرات حربية إسرائيلية شنت، أمس، غارة جوية على جنوب قطاع غزة بعد تعرض قوات إسرائيلية لإطلاق نار من قناصة فلسطينيين. وقال الجيش في بيان "ردا على إطلاق نار على قواتنا التي كانت شرق السياج جنوب قطاع غزة، قمنا بشن هجمات فورية ضد أهداف حية"، وذلك بعيد الإعلان عن مقتل أحد عناصر كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس في المنطقة نفسها، وهذه الغارة هي الثانية منذ انتهاء الحرب المدمرة في أوت الماضي. وفي وقت سابق، أعلن مصدر طبي ورسمي أن أحد عناصر كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس قتل، برصاص الجيش الإسرائيلي شرق خان يونس جنوب قطاع غزة. وقال المصدر الطبي إن تيسير يوسف السمري، البالغ من العمر 33 عاما، قتل جراء إطلاق الجيش الإسرائيلي النار شرق بلدتي خزاعة والقرارة في خان يونس. وذكرت مصادر في حماس أن السمري هو ناشط في كتائب عز الدين القسام. وقال شهود عيان إن الجيش الإسرائيلي فتح النار بكثافة وأطلق قذائف مدفعية باتجاه المواطنين شرق بلدتي خزاعة والقرارة شرق خان يونس جنوب قطاع غزة. وقالت حماس في تصريح صحافي مقتضب إن إطلاق النار والقذائف من قبل إسرائيل "تصعيد خطير، والاحتلال يلعب بالنار، وهو يتحمل كامل المسؤولية عن تداعياته". وحمل سامي أبو زهري الناطق باسم حماس "الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن التوتر شرق خان يونس بعد المحاولة الإسرائيلية لاجتياز الحدود هناك، وإطلاق الرصاص على المواطنين، مما استدعى الرد على ذلك والحركة تحذر الاحتلال من تكرار هذه الحماقات". على صعيد آخر، استبعد رئيس مجلس الأمن الدولي إمكانية الدعوة لإجراء جلسة خاصة لأعضاء المجلس للتصويت على مشروع قرار فلسطيني عربي يدعو لإنهاء الاحتلال قبل نهاية العام الجاري. ومن جهته، هدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بوقف التعامل مع إسرائيل إن أسقط مجلس الأمن مشروع القرار. وخلال مؤتمر صحفي مساء أمس في مقر الأممالمتحدة، أوضح رئيس المجلس -وهو مندوب تشاد الدائم لدى الأممالمتحدة شريف محمد زيني- أنه لا مناقشات داخل المجلس بشأن هذا المشروع، غير أنه ربما تكون هناك مفاوضات جارية بين ممثلي الدول الأعضاء بالمجلس خارج قاعة المجلس. وقبيل تصريحات زيني -الذي تشغل بلاده الرئاسة الدورية لأعمال المجلس لشهر ديسمبر الجاري- كان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد هدد بوقف التعامل مع إسرائيل في حال تم إسقاط المشروع. وقال عباس -في تصريحات له من الجزائر في ختام زيارة استمرت ثلاثة أيام- إنه في حال لم يمرر المشروع "فسنتخذ جملة من الخطوات السياسية والقانونية التي ستكون لها تداعياتها". وأضاف أنه إن فشل المشروع في مجلس الأمن فستوقف السلطة الفلسطينية التعامل مع الحكومة الإسرائيلية، وتطلب منها تحمل كل مسؤولياتها بوصفها دولة احتلال. وكان الأردن -وهو الدولة العربية الوحيدة العضو في مجلس الأمن- قد قدم مشروع القرار الأربعاء الماضي، نيابة عن المجموعة العربية إلى المجلس، ويطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية في حدود 1967 مع نهاية عام 2017. وقُدّم المشروع لمجلس الأمن حينها لدراسته، تمهيداً لتحديد جلسة للتصويت عليه لاحقا. ومن جهتها، كانت الولاياتالمتحدة أعلنت على لسان المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جينفر ساكي الخميس الماضي أنها "لن تدعم" مسودة ذلك المشروع.