شريف النيل، كما يلقبونه وكما عرفه كل عربي أشم، يتعرض لتحرش و''توحش'' رسمي بأم الدنيا، والتهمة أن أبو الغيط وزير خارجية مصر ''زعل'' من الإعلامي الشهير حمدي قنديل لأنه ذكّره بتصريحات قديمة جاءت على لسانه، فقامت قيامة الوزير لكي ''يجرجر'' في المحاكم رجلا رفيعا لا يختلف على ''شرفه'' و''شغفه'' العربي اثنان· فما بال أمة الدنيا تأكل عيالها لتذل من أعزه تاريخه ومكانته و''قلم'' رصاصه؟ ماذا يجري في أم الدنيا، وكيف لمصر التي عرفنا أن تتحول إلى ''مسخرة''، تقدم شرفاءها قرابين لطهر مزعوم؟ لأن معالي أبو الغيط ثار على قنديل ذكره بما قال، فيما تغاضى الأبو الغيط نفسه عن أقلام وصحف أمريكية لم تتوان عن التوثيق بأن مصر ''العريقة'' تحولت إلى ''سرير'' وممر جنسي، حالها أي الصحف الأمريكية حال صحف إسرائيلية لم تتردد خلال الأيام الفارطة في اتهام مصر بأنها تمارس الرذيلة من خلال مسلسلاتها وأفلامها في عز شهر الصيام والقيام··نعم، يحق لصحف و''سخف'' إسرائيل أن تطعن في شرف مصر، ويحق لصحف أمريكا أن تتكلم عن عالم أبو الغيط ونظامه، لكن لا يحق ومحظور على ابن النيل الأشم، الذي ملأ صوته الدنى، أن يكتب لأمته حرفا، لأن ما هو حلال على صحف أمريكا وإسرائيل حرام على قنديل يصنع النور، ترى أي منطق هذا وأية سلطة تلك التي تجر ابن النيل الشريف إلى المحاكم، لأنه صدح بأن ''النيل'' أكبر من أن يتحول إلى حوض سباحة، لا يغتسل فيه إلا ''الباشا'' وعيال و''شويش'' الباشا؟