أعلن وزير العدل السوداني، محمد بشارة دوسة، أن وزراء خارجية دول جوار ليبيا سيجتمعون قريباً في العاصمة التشادية انجمينا لاستكمال تنفيذ مخرجات مؤتمرهم الأخير الذي انعقد في وقت سابق في العاصمة السودانية الخرطوم للمصالحة الليبية، وهذا بعد أن كانت الجزائر مرشحة لاحتضان هذا الاجتماع، ومن المؤكد أن يدعم اختيار تشاد لاحتضان هذا اللقاء الموقف الجزائري المتوافق مع الموقف التشادي بشأن حلول الأزمة الليبية الرافضة لمقترحات دول الساحل الخمسة، لا سيما أنه كان من الواضح أن الرئيس التشادي تفهّم الانزعاج الجزائري من اجتماع نواكشوط، وحمل رسالة طمأنة في زيارته بشأن دعوة التدخل الأجنبي التي أزعجتها وكانت دول عدة على غرار الجزائر أو مالطا، أو سويسرا، أو تونس كانت مرشحة لأن تحتضن هذا الاجتماع الذي تقرر إجراؤه خارج ليبيا، ومن المرحج أن يحضره حسب بعض المواقع عبد الحكيم بلحاج، رئيس حزب الوطن، وعلي الصلابي، الشخصية الدينية، ومحمد صوان، رئيس حزب العدالة والبناء الإخواني ونوري بوسهمين، رئيس البرلمان المنتهية ولايته، إضافة إلى شخصيات من التيارات الديمقراطية والعلمانية، والقبائل، والطوارق، والحكومة، والبرلمان، ومن النظام السابق، ومؤسسات المجتمع المدني، واستبعد مشاركة اللواء خليفة حفتر في المباحثات. وأشار دوسة إلى أن المباحثات تناولت الأوضاع في الجارة ليبيا ومخرجات مؤتمر دول الجوار الليبي الذي انعقد في الخرطوم، مشيراً إلى لقاء جديد لدول جوار ليبيا سينعقد قريباً في انجمينا. ويأتي هذا الاجتماع بالتزامن مع المساعي التي تقوم بها الجزائر لدى دول الجوار والساحل، من أجل إفشال مقررات اجتماع نواكشوط، الذي عُقد قبل حوالي الأسبوع في موريتانيا، والذي انتهى بالدعوة إلى التدخّل الأجنبي في ليبيا. وفي السياق، استقبلت الجزائر، الرئيس التشادي إدريس ديبي إتنو، لثلاثة أيام، في خطوة هي الأولى من نوعها، بغرض محاصرة المبادرة السياسية التي دعت إليها خمس دول من منطقة الساحل، للتدخل الأجنبي من أجل وقف الاقتتال في ليبيا. وذكر مصدر مسؤول في الخارجية ، رفض الكشف عن اسمه أن "الجزائر انزعجت كثيراً من دعوة اجتماع نواكشوط، الذي شاركت فيه موريتانيا ومالي والنيجر وبوركينافاسو وتشاد، للتدخّل الأجنبي في ليبيا"، وأضاف أن "هذه الدعوة لا تتماشى مطلقاً مع مساعي الجزائر الداعية إلى انجاز الحوار الوطني". «ووفقاً للمقاربة الجزائرية لحلحلة الأزمة في ليبيا، فإن اجتماع نواكشوط يناقض الموقف الجزائري، الذي يرفض أي تدخل عسكري في ليبيا، ويدعو في المقابل إلى حلّ سلمي وحوار وطني بين فرقاء الأزمة في ليبيا. وتسعى الجزائر منذ سبتمبر الماضي، إلى تحقيق إنجاز عقد "مؤتمر الحوار الوطني الليبي في الجزائر"، وهو المؤتمر الذي كان مقرراً عقده في أكتوبر الماضي، لكن وزارة الخارجية الجزائرية ذكرت في حينه، أنه "تمّ تأجيله إلى حين توفّر ظروف عقده بالتوافق مع كافة الفرقاء الليبيين". وكان الرئيس التشادي قد اكد في وقت سابق خلال مغادرته الجزائر أن "جميع بلدان الجوار مطالبة بوضع أجندة موحّدة لمساعدة هذا البلد". واعتبر أن "أجندات عدة من خارج المنطقة تعيق الحوار بين الليبيين". ودعا إلى "ضرورة أن يقوم الاتحاد الافريقي والأمم المتحدة والشركاء التقنيين الآخرين، بدعم جهود بلدان جوار ليبيا من أجل إيجاد تسوية سياسية للأزمة فيها".