مرت 3 أسابيع كاملة على انطلاق احتجاجات الغاز الصخري في دائرة عين صالح بولاية تامنرات، قبل أن تتوسع لتشمل ولايات الجنوب الأخرى. واحتشد المئات من سكان مدينة ورڤلة يوم الخميس الماضي، بساحة سوق الحجر بورڤلة المقابلة لمقر الولاية، متخذين من معلم وردة الرمال العملاقة التي تتوسط النقطة الدائرية باتجاه كل نواحي ورڤلة كنقطة تجمع ووقفة احتجاجية تضامنية مع سكان عين صالح بتمنراست، للضغط على الحكومة من أجل التراجع عن فكرة استخراج الغاز الصخري. وردد المتظاهرون شعارات عديدة، بالرغم من اختلاف مضامينها، إلا أنها اتفقت على مطلب واحد يتعلق بضرورة التراجع عن قرار استخراج الغاز الصخري. ومن بين الشعارات، "يا للعار يا للعار باعوا الصحراء بالدولار"، "كلنا عين صالح.." و"كلنا ضد الغاز الصخري". وقال المحتجون إن حركتهم الرافضة لاستغلال الغاز الصخري ستتواصل حتى تتراجع الحكومة عن قرارها. وفي بلدية اولف المجاورة لدائرة عين صالح، خرج آلاف المواطنيين من بينهم نساء وتلاميذ مدارس إلى الشوراع، رافعين لافتات مناهضة للغاز الصخري وأخرى متضامنة مع سكان عين صالح. في هذه الأخيرة انتقل عدد من المحتجين بمواكب في سيارتهم إلى منصات الحفريات لاستخراج الغاز الصخري في منطقة احنات، ولم تشهد الوقفة الرمزية للمحتجين هناك أي تجاوزات بوجود قوات الدرك الوطني. فيما تبادل ممثلو المحتجين الحديث مع عمال الشركة الوطنية لأشغال الآبار وخبراء من سونطراك. وتحولت احتجاجات الغاز الصخري إلى انتفاضة شعبية وحدت سكان الجنوب تحت راية واحدة، حيث لوحظ وخصوصا في مدينة ورڤلة محاولات لتحويل مسار المسيرة من مطالب إيكولوجية متعلقة بحماية المحيط والبيئة، إلى مطالب سياسية تطالب برحيل الحكومة الحالية وتتهمها ببيع الصحراء والتضحية بسكانها. ومن المرتقب ان تتواصل احتجاجات سكان الجنوب طيلة الأسبوع الجاري، في ظل انسداد آفاق وجود حل في القريب العاجل، بعد أن تمسكت الحكومة بمواصلة إجراءات الحفر التجريبي في المنطقة ورفض السكان التزحزح عن مطالهم القاضية بالتوقيف الفوري لعمليات الحفر.