- على الجالية المسلمة التقيد بالتدابير الأمنية الفرنسية لمكافحة الإرهاب" - الشقيقان كواشي انخرطا في التطرف عن طريق الأنترنت و"شارلي" قضية فرنسية برّأ وزير الشؤون الدينية والأوقاف، الأئمة وخطباء الجمعة، من الدعوة إلى مسيرات نصرة الرسول الكريم في الجزائر العاصمة والولايات الأخرى، مؤكدا أن "الدروس والخطب التي ألقاها الأئمة يوم الجمعة الأخير دعت لنصرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم باتباع سنته وسيرته وعدم السقوط في الاستفزازات". وذكر محمد عيسى أن قضية الأخوين كواشي المتهمين بشن الهجوم على صحيفة شارلي إيبدو الساخرة هي "شأن فرنسي داخلي"، لافتا إلى أن "خطاب التطرف الذي انخرطا فيه تلقاه الشقيقان في فرنسا أو عن طريق التجنيد الالكتروني"، مستغربا إقحام الإعلام الدولي اسم الجزائر في هذا الملف. وندد عيسى بمحاولة أطراف من الحركة الإسلامية استغلال مسيرة نصرة الرسول يوم الجمعة، واصفا الأمر بالخطير، مشددا على ضرورة تجند الأئمة في مسجد باريس لنشر الصورة الصحيحة عن الإسلام، لافتا إلى أن قضية شارلي إيبدو "قضية فرنسية محضة." وتحدث محمد عيسى عن مسيرة يوم الجمعة التي خرج فيها الآلاف من المواطنين تنديدا بالانتهاكات المتكررة والمسيئة للإسلام والرسول عليه الصلاة والسلام، مشيرا إلى أن "الأئمة لم يدعو في خطاباتهم إلى تنظيم مسيرة في الشارع" معتبرا أن المسيرة كانت "تلقائية"، لكنه اعترف بمحاولة استغلال سياسي لهذه المسيرة من قبل "أطراف تابعة للحركة الإسلاموية"، واصفا هذا الأمر "بالخطير جدا"، مؤكدا أن "الشعب الجزائري محصن ضد هذا النوع من المحاولات وواعي بأخطار استغلال الإسلام، خصوصا وأن الشعب الجزائري كان قد عرف ظاهرة التطرف والإرهاب خلال التسعينيات، منددا باستعمال الدين الإسلامي الحنيف لأغراض سياسية وخارجة عن النطاق الديني. وصرح عيسى خلال استضافته على أمواج القناة الثالثة للإذاعة الوطنية في حصة ضيف التحرير "ينتظر من الأئمة الجزائريين العاملين بالمساجد التابعة لمسجد باريس الكبير وغيره أن يقوموا بحماية الجالية الوطنية المقيمة بفرنسا وأوروبا وتصحيح صورة الإسلام". وأضاف أن الأئمة المعنيين المكونين بالمعاهد المتخصصة "سيظهرون أن الإسلام هو دين وسطية وأخوة وتسامح بعكس الصور الدموية التي تسعى بعض الأطراف إلى نسبها إلى الإسلام"، وحذر عيسى من الخلط بين الإسلام والإرهاب والذي يخدم حسبه مصالح المتطرفين. وفيما يخص الاعتداء على أسبوعية "شارلي إيبدو"، اعتبر السيد محمد عيسى أن الأمر يتعلق "بمشكل فرنسي بحت" لأن "مرتكبي الاعتداء لم يقيموا أبدا في الجزائر ولم يرتادوا مساجد أو مدارس قرآنية بالجزائر أو غيرها"، وأشار الوزير إلى أن "الأصل الجزائري لمرتكبي الاعتداء لا يجعل الجزائريين مسؤولين عن هذا الفعل"، مضيفا أن "الإسلام والقرآن والمسلمين غير مسؤولين عن هذا الإعتداء"، ودافع مجددا عن مشاركة لعمامرة في مسيرة باريس، التي وضعها في إطار التضامن الدولي مع فرنسا. في سياق آخر، أقر وزير الشؤون الدينية بأن الاعتداءات الأخيرة ستجعل الإسلام محل انتقاد وهجمة حادة، داعيا في هذا السياق الجالية الجزائرية المقيمة في باريس إلى تفادي الاستفزازات والالتزام بالإجراءات الأمنية الفرنسية لمواجهة أعمال إرهابية محتملة على الأراضي الفرنسية.