تدابير فورية لتعيين ملحقين أمنيين في الجزائر ومصر واليمن وتركيا ودول الخليج قرر الاتحاد الأوروبي تعميق الحوار مع الجزائر في المجالات الأمنية ومكافحة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله . وأفادت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فدريكا موغريني، في مؤتمر صحفي عقدته مساء أمس الأول في العاصمة البلجيكية بروكسل، عقب اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء أن "تحول المشهد في الساحل الإفريقي يستوجب العمل مع الجزائر التي تعد القوة الإقليمية في المنطقة، والتي تمتلك مفاتيح جميع معطيات المشكل من خلال العمل الاستخباراتي والتصدي لشبكات تجنيد المقاتلين لفائدة تنظيمي "القاعدة وÇداعش"". وتابعت المسؤولة الأوروبية أن الاتحاد قرر إجراء مشروعات مع الجزائر ومصر واليمن وتركيا وبعض دول الخليج، وبعض دول شمال إفريقيا، من أجل رفع مستوى التعاون بشأن مكافحة الإرهاب مشيرة إلى أنهم يسعون إلى البدء في تطبيق بعض المشروعات خلال الأسابيع القادمة من خلال رفع مستوى التعاون وتبادل المعلومات الاستخباراتية بشأن مكافحة الإرهاب. وأضافت موغريني، أن الاتحاد الأوروبي سيرسل مستشاريه الأمنيين إلى الدول الأعضاء ودول أخرى، لافتة إلى أنهم يسعون لتطبيق إستراتيجية نحو تقوية مجال التواصل مع مختلف الشعوب من بينها الشعوب التي تتحدث باللغة العربية. وكشفت موغيريني أنها "ستتخذ خطوتين ملموستين فوريتين هما تعيين ملحقين أمنيين في كافة بعثات الاتحاد في الدول المعنية" إبقاء "الاتصالات المنتظمة بين المسؤولين عن الأمن ومكافحة الإرهاب، وتحسين التواصل مع السكان الناطقين بالعربية داخل الاتحاد الأوروبي ومع العرب في العالم". وأوضحت الممثلة العليا للأمن، أن خبراء من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدةالأمريكية والأمم المتحدة وكندا وسويسرا وأستراليا وأيسلندا والنرويج، سيعقدون اجتماعا خلال الفترة المقبلة، من أجل مناقشة طرق منع وصول التمويل إلى المنظمات الإرهابية. وأصبح التعاون في مجال الاستخبارات وتشديد عمليات المراقبة على حدود فضاء شنغن، ومكافحة تهريب الأسلحة وإنشاء سجلات مشتركة للمسافرين جوا، أولوية للقادة الأوروبيين بعد اعتداءات باريس التي أوقعت 17 قتيلا والعملية الواسعة النطاق ضد الأوساط الجهادية التي جرت في نهاية الأسبوع الماضي في بلجيكا لإحباط هجمات ضد الشرطة. وسعى الاجتماع المنعقد إلى التمهيد لقمة يعقدها زعماء الاتحاد الأوروبي في 12 و13 فيفري القادم، في بروكسيل، والتي تهدف الى تعزيز استراتيجية الاتحاد الأوروبي للتعامل مع المسلمين الأوروبيين الشبان المتجهين الى مناطق الحرب في الشرق الأوسط أو الذين عادوا منها وقد تبنوا أفكارا راديكالية، وتتضمن إحدى الأفكار إرسال مسؤولي أمن أوروبيين إلى بعثات الاتحاد الأوروبي في الخارج من أجل جمع المعلومات عن التهديد الإرهابي ونقلها. وعلى الصعيد الأوروبي الداخلي، دعت الدول ال28 البرلمان الاوروبي الى "تحريك" المشروع الاوروبي لوضع سجل للمسافرين جواً يعرقله النواب الاوروبيون منذ 2011، مطالبين بضمانات لحماية المعلومات الشخصية. للإشارة، فقد شارك الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في اجتماع بروكسيل، بدعوة من الاتحاد الاوروبي، حيث وقع على اتفاق تعاون مع الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية فيديريكا موغيريني.