تحتضن العاصمة الفرنسية باريس غدا، اجتماعا طارئا حول الإرهاب، يشارك فيه وزراء داخلية ومسؤولين أوروبيين وأمريكيين بناء على دعوة من وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف في أعقاب الهجوم الإرهابي على صحيفة "شارلي ايبدو". وأوضح كازنوف في تصريح صحافي أمس، أن الاجتماع "يشكل فرصة لتبادل المعلومات حول هذا التحدي المشترك الذي نواجهه مع الإرهابيين، مبينا أن الحل لن يكون إلا بالتعاون داخل أوروبا وخارجها". وذكر الوزير الفرنسي أن "المطلوب حاليا تعزيز التعاون الاستخباراتي حول كل ما له علاقة بنشاط الجهاديين بين الدول الأوروبية والدول التي تشهد نشاطا إرهابيا للجهاديين" في إشارة إلى الدول العربية والإسلامية، على غرار سوريا والعراق. وأضاف كازنوف، أنه دعا إلى هذا الاجتماع نظراءه من الدول الأوروبية المعنية أكثر بالإرهاب والمفوض الأوروبي للشؤون الداخلية ديميتري افراموبولوس والمنسق الأوروبي لمكافحة الإرهاب جيل دو كرشوف ووزير العدل الأمريكي اريك هولدر ووزير الأمن الداخلي الأمريكي جيه جونسون. وأشار مصدر في وزارة العدل الأمريكية في وقت سابق الخميس إلى أن المؤتمر سيتضمن مناقشة التهديدات الإرهابية المطروحة والمقاتلين الأجانب ومواجهة التطرف العنيف. وفي السياق نفسه، قال رئيس المفوضية الأوروبية جون كلود يونكر الخميس إنه سيقترح على الدول الأعضاء في اجتماع لوزراء الداخلية والعدل في الاتحاد بالعاصمة اللاتفية ريغا خطة جديدة لمحاربة الإرهاب، وينتظر أن يعقد الاجتماع يومي 29 و30 من الشهر الجاري. وتسعى المفوضية الأوروبية أيضا إلى تعزيز جهود جمع وتبادل المعلومات بين أجهزة الأمن الأوروبية، غير أنها تواجه معارضة من بعض الدول ومن أعضاء في البرلمان الأوروبي. وكانت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فريديريكا موغيريني صرحت عقب هجوم شارلي إيبدو بأنها ستناقش مع وزراء خارجية دول الاتحاد -في 19 من الشهر الجاري- المخاطر الأمنية التي يشكلها الشباب الأوروبيون الذين يتجهون للقتال في سوريا والعراق. يذكر أن دولا غربية شددت من إجراءاتها الأمنية حول المؤسسات الحساسة في أعقاب الهجوم على الصحيفة الفرنسية الساخرة أول أمس الأربعاء، الذي اعتبر الأكثر دموية في تاريخ البلاد منذ أربعة عقود.