كان الملك عبد اللله الذي توفي فجر اليوم الجمعة لذي توفي فجر اليوم الجمعة (23 جانفي 2015) وضع في 2006 آلية لضمان انتقال سلس للحكم في المملكة عبر تأسيس هيئة البيعة الموكلة باختيار ولي العهد. والهيئة التي يفترض أساسا أن تعمل عند وفاة الملك، صادقت بأغلبية أعضائها بحسب مصادر مطلعة على تعيين الأمير مقرن وليا لولي العهد، بينما كان الملك عبدالله على قيد الحياة. وقد يكون الملك عبدالله اتخذ خطوة تثبيت خيار ولي العهد بعد حياته ليضمن أكبر قدر من الاستقرار وتأجيل أي خلافات ممكنة داخل الاسرة عند استحقاق الانتقال إلى حكم الجيل الثاني، أي أحفاد الملك المؤسس عبد العزيز. والأمير مقرن هو الأصغر سنا بين إخوته من أبناء الملك عبد العزيز، وقد يكون بالتالي آخر ملك من الجيل الأول. وضمن آليات الخلافة، عين الملك عبد الله أعضاء هيئة البيعة ووضع على رأسها أخاه غير الشقيق الأمير مشعل بن عبد العزيز. وتضم الهيئة 35 أميرا من أبناء وأحفاد الملك عبد العزيز مهمتهم تأمين انتقال الحكم ضمن آل سعود لا سيما عبر المشاركة في اختيار ولي العهد. والهيئة مكونة من أبناء الملك المؤسس. وينوب عن المتوفين والمرضى والعاجزين منهم أحد أبنائهم، يضاف إليهم اثنان من أبناء كل من أبناء الملك المؤسس يعينهما الملك وولي العهد. وكان الملك عبد الله أعلن في أكتوبر 2007 اللائحة التنفيذية التي تحدد آليات تطبيق نظام هيئة البيعة بعد عام من إصداره. ووفقا للائحة، يتمتع أعضاء الهيئة بعضوية مدتها أربع سنوات غير قابلة للتجديد إلا إذا اتفق أخوة العضو المنتهية ولايته على ذلك وبموافقة الملك. وبحسب نظام هيئة البيعة الصادر في أكتوبر 2006، توكل الهيئة إلى لجنة طبية مهمة التأكد من أهلية الملك وولي عهده في إدارة الحكم. وفي حال تقرير عدم الأهلية الدائمة، فإن "مجلسا مؤقتا للحكم" مشكلا من خمسة أعضاء يتولى تصريف أمور الدولة على أن تقوم الهيئة في غضون سبعة أيام "باختيار الأصلح للحكم من أبناء الملك المؤسس" عبد العزيز آل سعود. ويقترح الملك على "هيئة البيعة" اسما أو اسمين أو ثلاثة أسماء لمنصب ولي العهد. ويمكن للجنة أن ترفض هذه الأسماء وتعين مرشحا لم يقترحه الملك. وإذا لم يحظ مرشح الهيئة بموافقة الملك، فإن "هيئة البيعة" تحسم الأمر بالغالبية في عملية تصويت يشارك فيها مرشحها ومرشح يعينه الملك وذلك خلال مهلة شهر. وكان تعيين ولي عهد السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، شأنا يخص عموم العائلة المالكة التي تقرر تولي المنصب بالتوافق مبدئيا. وتتخذ "هيئة البيعة" من الرياض مقرا ويرئسها أكبر أفراد العائلة المالكة سنا. وتعقد اجتماعاتها العادية بحضور ثلثي الأعضاء وتتخذ قراراتها بالغالبية وعبر التصويت السري. وتتمثل مهمة الهيئة في "المحافظة على كيان الدولة وعلى وحدة الأسرة المالكة وتعاونها وعدم تفرقها وعلى الوحدة الوطنية ومصالح الشعب". وعين العاهل السعودي أيضا بمرسوم ملكي خالد بن عبد العزيز التويجري أمينا عاما لهيئة البيعة. يشار إلى أنه عقب وفاة العاهل السابق الملك فهد بن عبد العزيز في أوت 2005 أتاح تقليد التوافق داخل الاسرة المالكة انتقال الحكم بسلاسة إلى الملك عبد الله.