اتخذت الرياض خطوة استباقية بهدف إعادة ترتيب البيت السعودي الداخلي تمثلت في تعيين الأمير مقرن بن عبد العزيز البالغ من العمر 69 عاما وليا لولي العهد سلمان بن عبد العزيز. ويعد هذا التعيين الجديد من أهم الخطوات التي تسعى الأسرة الحاكمة في السعودية من خلالها إلى تفادي أي ازمة محتملة في الخلافة بالمملكة، بخاصة مع بلوغ العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز 90 عاما من عمره، وولي عهده سلمان بن عبد العزيز 78 عاما، إضافة إلى متاعبهما الصحية. ترتيبات لتلافي الصراع على السلطة نصّ هذا التعيين الرفيع أيضا على أن يحل نجل العاهل السعودي متعب محل مقرن بن عبد العزيز في منصب النائب الثاني لرئيس الوزراء حال شغله ولاية العهد. ويوصف العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده سلمان بن عبد العزيز، بأنهما آخر عضوين نشطين من مجموعة الأمراء التي أزاحت عام 1964 الملك سعود لصالح الملك فيصل، وأسست مبدأ انتقال السلطة من الأخ إلى أخيه. هيئة "البيعة" لضبط انتقال السلطة في السعودية الجدير بالذكر أن هذه الخطوة نالت موافقة أغلبية هيئة البيعة التي أسسها العاهل السعودي عام 2006 بهدف وضع آلية لانتقال السلطة لتفادي أي فراغ سياسي أو نزاعات أو صراعات محتملة، وتشير تقارير إلى أن نحو ثلثي أعضاء هذه الهيئة البالغ عددهم 34 وافقوا على هذه الخطوة التي يتولى بموجبها مقرن بن عبد العزيز ولاية العهد رسميا حال تولى سلمان العرش، كما يحل محله مؤقتا اثناء سفره إلى الخارج للعلاج . محاولة إفساح المجال امام الأمراء من الجيلين الثاني والثالث وكان العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز أجرى خلال العامين الماضيين تغييرات عدة، عيّن بموجبها عددا من الأمراء الشباب في مناصب كان يشغلها أعضاء متقدمون في العمر من الأسرة الحاكمة، من ذلك تعيينه عام 2012 لابن أخيه محمد بن نايف وزيرا للداخلية، وتعيين نجله متعب عام 2013 على رأس وزارة مستحدثة هي الحرس الوطني. تحاول أسرة آل سعود جاهدة المحافظة على استقرار البلاد من خلال خطوات وترتيبات تهدف إلى تفادي أي فراغ في السلطة كما حدث منذ 18 عاما، حين تسببت جلطة في شلل الملك السابق فهد بن عبد العزيز من دون أن ينقل صلاحياته رسميا لولي عهده. كما أنها تسعى إلى ضخ دماء جديدة في الدولة بإفساح المجال أمام الأمراء أبناء الجيلين الثاني والثالث لتولي مناصب هامة وحيوية في إطار ترتيبات داخلية لتأمين عملية خلافة العرش وولاية العهد، تشير الأنباء إلى أنها اتخذت بعد مشاورات شاقة داخل الأسرة الحاكمة.