تهريب السلاح والتهديدات الإرهابية في صلب المحادثات يحل اليوم، رئيس النيجر محامادو ايسوفو بالجزائر في إطار زيارة تستغرق ثلاثة أيام على رأس وفد هام تلبية لدعوة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة. وأفاد بيان لرئاسة الجمهورية بالجزائر، بأن الرئيسين سيجريان محادثات معمقة حول القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وستكون الأزمة الليبية وتطورات الأوضاع في مالي في صلب المحادثات، بالإضافة إلى بحث سبل مكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود فى منطقة الساحل والصحراء. ويأتي هذا الاجتماع بالتزامن مع المساعي التي تقوم بها الجزائر لدى دول الجوار والساحل، من أجل إفشال مقررات اجتماع نواكشوط، الذي عُقد منذ أسابيع في موريتانيا، وانتهى بالدعوة إلى التدخّل الأجنبي في ليبيا، حيث كانت النيجر من بين الدول الخمس التي دعت إلى التدخل العسكري في ليبيا وهو الموقف الذي يتعارض مع الجهود الجزائرية وموقفها بشأن الأزمة الليبية، حيث تسعى الجزائر من خلال المباحثات التي تجريها مع القادة الأفارقة على غرار الرئيس السنغالي الذي حل بالجزائر خلال الشهر الجاري إلى تنسيق جهودها مع جميع بلدان الجوار من أجل إعداد خطة وأجندة موحدة للوصول إلى تهدئة للأوضاع في مالي وليبيا، حيث تدعو إلى حلّ سلمي وحوار وطني بين فرقاء الأزمة في ليبيا. وتسعى الجزائر منذ سبتمبر الماضي، إلى تحقيق إنجاز عقد "مؤتمر الحوار الوطني الليبي في وقت تتصاعد التحديات الإرهابية في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل وتعرف تصعيدا غير مسبوق، وقد حذّرت من ذلك تقارير استخباراتية كثيرة. ويعتبر مشكل تهريب الأسلحة والمواجهات المسلحة أكبر التهديدات التي تواجه البلدين بعد أن تحولت المناطق الحدودية معبرا وممرا هاما للسلاح انطلاقا من ليبيا باتجاه الجزائر وتونس ودول أخرى ماليوالنيجر ومصر ونيجيريا، وسبق لقاء الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بنظيره من النيجر اجتماع لقادة عسكريين من جيوش ماليوالنيجروموريتانيا فيما يعرف بغرف العمليات فى الجيوش الثلاثة، بالإضافة إلى ضباط كبار من أجهزة المخابرات، وخبراء عسكريين، حيث تباحثوا على مدار أيام في تمنراست الوضع الداخلي في ليبيا وتأثيره على أمن المنطقة، إلى جانب التهديدات التي يشكلها موضوع احتمال تمدد تنظيم الدولة الإسلامية إلى مناطق في شمال ماليوالنيجر عبر جماعات من ليبيا أو من منظمة بوكو حرام النيجيرية، ويعد التعامل مع احتمال انتشار جماعات مسلحة موالية لتنظيم "داعش" في شمال ماليوالنيجر من أهم الموضوعات، حيث تبادل ممثلو أجهزة الأمن في الدول الأربع تقارير حول وضع خلايا سرية تابعة لتنظيم "داعش" في المنطقة. وحسب البيان، فإن المحادثات التي ستجرى ستتيح أيضا تعزيز علاقات الأخوة والصداقة والتضامن وحسن الجوار العريقة القائمة بين الجزائروالنيجر، مشيرا إلى الآفاق الجديدة للتعاون والتبادلات الاقتصادية والتجارية بين البلدين الجارين.