بمنطقة أثرية مطلة على الشاطئ الغربي لنهر النيل بمدينة أم درمان، غربي الخرطوم، احتشد المئات مساء الأربعاء للمشاركة في افتتاح الدورة الثانية من مهرجان السودان للسينما المستقلة. ويهدف المهرجان الذي تنظمه مجموعة "سودان فيلم فاكتوري" "غير حكومية" -والتي تضم نخبة من السينمائيين الشباب- إلى "تطوير صناعة السينما التي تكاد تكون منعدمة في البلاد رغم ازدهارها قبل عقود". وشارك في حفل الافتتاح -الذي أقيم بمنطقة الطابية الأثرية بمدينة أم درمان- مسؤولون حكوميون وسينمائيون عرب وأفارقة وأوروبيون. وسيعرض خلال المهرجان -الذي يستمر أسبوعا- أكثر من أربعين فيلما من إنتاج بلدان أفريقية وعربية وأوروبية وآسيوية، وفق ما قاله رئيس المهرجان طلال عفيفي خلال كلمته بحفل الافتتاح. ويأمل عفيفي أن تكون الدورة الثانية للمهرجان "انطلاقة حقيقية للسينما السودانية ومنصة علاقات وثيقة مع الشعوب من خلال فن السينما والفنون المجاورة". وبدوره، قال وزير الثقافة السوداني الطيب بدوي إن وزارته "مصممة على أن تعيد للسينما السودانية مكانتها". وسيقتصر عرض الأفلام المشاركة بالمهرجان على دور عرض صغيرة بمراكز ثقافية بعضها تابع لسفارات غربية مثل المركزين الألماني والبريطاني، وهما من الجهات الراعية للمهرجان. وعرض بحفل الافتتاح فيلم "الخرطوم" للمخرج السوداني جاد الله جبارة، وهو وثائقي مدته 25 دقيقة عن ملامح المدينة في سبعينيات القرن الماضي، وذلك لأول مرة في السودان. ويشمل المهرجان أيضا عقد ورش عمل ولقاءات تتناول الإنتاج وصناعة الأفلام وتاريخ السينما، يقدمها متخصصون من سويسرا وإيطاليا والسودان.