فضح ليلة أمس، حادث مرور وقع على الطريق الوطني رقم 46 باتجاه بوسعادة، وضعية قطاع الصحة بالجلفة مجددا، وعرى التسيب والإهمال الملازمين له منذ مدة، فقد اضطر الطاقم الطبي إلى تحويل الضحايا إلى ولاية البليدة على مسافة أكثر من 200 كلم ليلا على خلفية أن "السكانير" مُعطل، والأكثر من ذلك أنه معطل منذ ما يقارب الشهر، في ظل صمت مسؤولي الصحة كل هذه المدة، مما أعاد رسم صورة سوداوية عن وضعية القطاع عموما، وأعاد طرح العديد من التساؤلات، كم من مريض أو جريح راح ضحية لهذا"السكانير" المُعطل؟ هذا الوضع الصادم، جعل العديد من المواطنين يحتجون بمصلحة الاستعجالات الجراحية، حيث فتحوا النار على مسؤولي قطاع الصحة، وأكدوا أن الوضعية تدهورت بكثير في ظل النقص الفادح للإمكانيات والتجهيزات الطبية، مطالبين بالتحرك لإخراج القطاع من هذا الوضع الموصوف بالكارثي والمزري. وأشاروا إلى أن ولاية الجلفة بمليونها الساكن لا يعكسها التكفل الصحي والإمكانيات الحالية، وأن وضعية القطاع تدهورت بشكل كبير منذ تنصيب المدير الجديد الذي أضحى لا يتحكم في سيرورة القطاع. وما يعزز ذلك فضيحة "السكانير" المعطل منذ شهر، ليجمعوا على أن قطاع الصحة بالجلفة ينام ويستيقظ على الفضائح وهو العنوان الثابت الذي أضحى يميزه على العموم، مع العلم أن ضحايا حادث المرور وعقب اجلائهم إلى مصلحة الاستعجالات الجراحية مكثوا هناك أكثر من 5 ساعات، الأمر الذي أثار حفيظة العديد من المواطنين الذين صبوا جام غضبهم على القطاع وعلى المسؤولين، بعد أن أضحت حياة الناس مرتبطة بسكانير معطل. الجدير بالذكر أن قطاع الصحة عرف مؤخرا العديد من الهزات، منها فضيحة النفايات الطبية المرمية والأوساخ، الأمر الذي أدى إلى تحويل مصلحة الاستعجالات من حي الحدائق إلى المستشفى الكبير، لكن يبقى السؤال مطروحا حول الخلل في قطاع الصحة بالجلفة، خاصة أن المواطنين ظلوا محتجين لساعات داخل مصلحة الاستعجالات دون حضور مسؤول.