مبتول: تصريحات البدري غير اقتصادية وغير منطقية لم يستبعد الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" عبد الله البدري أن يصل سعر برميل النفط إلى 200 دولار إذا تراجعت الاستثمارات النفطية في ظل بقاء أسعار النفط متدنية عند مستوياتها الحالية، من دون أن يحدد الأمين العام لمنظمة الدول المنتجة للنفط المدة الزمنية اللازمة للأسعار حتى تصل إلى 200 دولار، ولكنه أكد أن غالبية استثمارات أوبك في قطاع المنبع لإنتاج النفط والغاز مستمرة حتى مع السعر الحالي دون 50 دولارا للبرميل، والقليل منها قد يتم إلغاؤه. وأوضح البدري في حوار مع وكالة "بلومبيرغ" أمس في لندن، أن السوق النفطية تشهد فائضا يقدر بنحو 1.5 ملايين برميل يوميا، إلا أنه عاد ليقول إن هذا الفائض سيتم تصحيحه من خلال تراجع الإمدادات وليس من ناحية زيادة الطلب، في إشارة منه إلى أن انخفاض الأسعار سيؤدي إلى هبوط الإنتاج لبعض المنتجين، وهو ما تهدف إليه المنظمة من خلال قرارها الأخير بإبقاء سقف الإنتاج كما هو وعدم تخفيض إنتاجها. التصريح الغريب للأمين العام لمنظمة الدول المنتجة للنفط يأتي بعد أقل من أسبوع على آخر تصريح أدلى به البدري على هامش قمة دافوس حول بقاء أسعار النفط منخفضة على مستواها الحالي الذي قال إنه سيؤثر في الاستثمارات في الإنتاج وإذا لم يشهد النفط استثمارات مناسبة خلال السنوات ال5 القادمة فإن الأسعار سترتفع لا محالة إلى 100 دولار مجددا. من جهته، توقع مصرف باركليز في تقرير له أن الفائض الحالي في السوق الذي يقدر بنحو 1.1 مليون برميل يوميا ذهب أغلبها إلى صهاريج التخزين في الولاياتالمتحدة وفي الصين وعلى متن السفن وهو ما جعل أسعار نفط برنت تستمر في بقائها في وضعية التأجيل المعروفة باسم الكونتانقو. ويقول مصرف باركليز إن الكونتانقوالذي تشهده السوق اليوم سيكون أعلى بكثير من الكونتانقو الذي شهدته في عام 2008 - 2009، والكونتانقو تعني أن أسعار عقود النفط المستقبلية أعلى من أسعار العقود الحالية وهذا ما يشجع التجار على تخزينه وبيعه مستقبلا، خاصة أن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو كشف عن وجود مباحثات جادة مع الدول خارج أوبك وعلى رأسها روسيا من أجل إيجاد تحالف لدعم الأسعار، حيث نقل التلفزيون الحكومي الفنزويلي تصريحات مادورو خلال زيارته إلى السعودية قال فيها "كل ما أستطيع قوله هو أن العمل من أجل بناء تحالف بين أوبك وغير أوبك وكل ما يتعلق بهذا من دبلوماسية وسياسات وأعمال فنية يسير بشكل جيد". مبتول: تصريحات الاوبك غير منطقة وغير اقتصادية اما في الجزائر ينتقد خبراء الاقتصاد التصريحات التي ادلى بها الامين العام للاوبك عبد الله البدري حيث اكد الخبير الاقتصادي عبد الرحمان مبتول في هذا السياق ان تصريح البدري غير منطقي ولا مبني على اسس اقتصادية مضيفا انه ذوخلفيات سياسة لا اكثر خاصة خلال المرحلة الحالية اين قال ان الشركات الامريكية الكبرى المستثمرة في الطاقات المتجددة وحتى طفرة الغاز الصخري مشيرا في هذا السياق ان ومعدل نمو اقتصادات الدول الكبرى على غرار الصين والهند والولاياتالمتحدةالامريكية التي عرفت تراجعا كبيرا حسب التقرير الاخير لصندوق النقد الدولي الذي اكد ان الفترة بين 2015و2016 ستشهد تباطؤا كبيرا في معدلات النمو، الا ان مبتول اكد ان تحليل البدري قد يكون قريبا من الصحة خاصة في ضل تراجع الاستثمارات في قطاع الطاقة بعد تراجع الشركات الكبرى اثر تقلص ارباحها الا انه اشار في هذا الاطار ان الصدمة المعاكسة التي يتحدث عنها البدري لن توصل اسعار النفط الا لحدود ال90 دولار خلال اربع سنوات على الاقل.