من المقرر أن يعقد في العاصمة اليمنية صنعاء اجتماع دعا له زعيم جماعة الحوثي عبد الملك الحوثي، في وقت تعيش البلاد تدهورا أمنيا وسياسيا عقب استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي والحكومة بضغط من الجماعة التي تسيطر على العاصمة. ويهدف الاجتماع إلى مراجعة الوضع الداخلي على المستوى السياسي والأمني لوضع حد للأزمة في البلاد. وقال مصدر في جماعة الحوثي للجزيرة إن اللقاء سيعقد بمدينة الثورة بصنعاء لمناقشة الأزمة الراهنة. وتوقع أن يخرج الاجتماع -الذي سيشارك فيه شيوخ وعلماء وحكماء اليمن ويتوقع أن يستمر ليومين أو أكثر- بنتائج حاسمة وقرارات توافقية. ويأتي الاجتماع في وقت تجري فيه مكونات سياسية موقعة على اتفاق السلم والشراكة برعاية المبعوث الأممي جمال بن عمر مشاورات لتشكيل مجلس رئاسي لإدارة شؤون البلاد. وأوضحت تقارير أنه تم التوصل إلى اتفاق مبدئي بين عدد من الموقعين على اتفاق السلم والشراكة لتشكيل مجلس رئاسي وحكومة انتقالية، لاستكمال إدارة المرحلة الانتقالية. والأطراف التي وافقت على هذا القرار هي حزب المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك وجماعة الحوثي والحراك الجنوبي، ولكن الاجتماع ما زال مستمرا لأن كثيرا من الأمور لم يتم الاتفاق عليها بعد. كما أن هناك اتفاق مبدئي على تشكيل مجلس رئاسي، لكن شكله ومكوناته وشروط نجاحه وتهيئة المناخات والأجواء الآمنة المطمئنة للفرقاء لم يتم الاتفاق عليها بعد، كما لم يتم الاتفاق على موضوع المليشيات والمسلحين وموضوع حصار الحوثيين لدار الرئاسة وتغطية الفراغ الأمني بالعاصمة. وأوضحت التقارير أن الاتفاق المبدئي يتضمن مجلس رئاسة يتكون من خمسة أو ستة أعضاء على أساس الأقاليم نصفه من الشمال والآخر من الجنوب، بينما لا تزال هناك خلافات بشأن هذه البنود. من ناحية أخرى، أكد أحد المشاركين في الحوار أن هناك بوادر انفراج، وأن الاتفاق كان برعاية المبعوث الدولي بن عمر وقد وقعت عليه كل الأطراف. وكان مسلحو جماعة الحوثي فرقوا بالقوة قبل يومين مظاهرات في عدة مدن على رأسها العاصمة صنعاء للتنديد بسيطرتهم على مفاصل الدولة. وفي جنوب اليمن، قال مصدر محلي إن مسلحين هاجموا معسكرا للجيش بردفان وأن اشتباكات مسلحة اندلعت بين الجانبين. كما فجر مسلحون مصفحة كانت تحرس فرع البنك المركزي بعدن. وتشهد مدن الجنوب تحركات سياسية وأمنية لمواجهة تحديات المرحلة المقبلة في ظل قطيعة مع صنعاء منذ نحو أسبوع.