أعلنت المديرية العامة للأمن الوطني عن مقتل الشاب أمير لوماني، البالغ من العمر 17 سنة، إثر تلقيه رصاصة في الرأس من مسدس أحد أعوان الأمن بحي ديار الكاف بباب الوادي مساء يوم الأربعاء، وذلك أثناء تأديته مهمة أمنية رفقة عناصر من الشرطة القضائية لدائرة باب الوادي. وذكر بيان مديرية الأمن الوطني أن تفاصيل الحادث بدأت حينما شاهد رجال الشرطة جماعة من الشباب المنحرفين يحملون أسلحة بيضاء وهم بصدد الاعتداء على فتاة كانت تسلك طريق الحي، وبعد تدخل عناصر الأمن اعتدى عليهم هؤلاء الشباب بالحجارة، فاستعمل بعض رجال الأمن الأسلحة لإنذارهم، فأصابت رصاصة طائشة أحد الشبان على مستوى الرأس سببت له جرحا عميقا أدى إلى وفاته فما بعد. وأشار البيان إلى أن الجهات المعنية فتحت تحقيقا فوريا في القضية لمعرفة تفاصيل ما وقع. من جهة أخرى، أفادت مصادر قضائية ل''البلاد''، أمس، أن وكيل الجمهورية لدى محكمة باب الوادي أمر بإيداع عناصر الشرطة الحبس المؤقت للتحقيق في القضية ومعرفة ملابساتها. ويقول شهود عيان إن القتيل، كان رفقة الشبان الذين حاولوا الاعتداء على الفتاة أمام إكمالية عبد الرحمان بن سالم الواقعة بحي ديار الكاف المشهور باسم ''كريار جوبير'' فتدخل عناصر من أعوان الأمن كانوا بالزي المدني وأطلقوا رصاصات في الهواء لإنذار الشباب المعتدين على الفتاة لكن رصاصة طائشة أصابت الضحية المفترض أن يكون حسب رواية البعض رفقة الشبان المعتدين، لكن رواية أخرى على لسان أهل الحي فإن الضحية لم يكن رفقة المعتدين وأن الرصاصة أصابت رأسه من منطقة قريبة مما استدعى نقله إلى مستشفى ''محمد لمين دباغين'' (مايو سابقا) حيث لفظ أنفاسه الأخيرة. ومعروف أن أمير وعائلته كانوا يقطنون الحي القصديري بالحي واستفادوا من سكنات جديدة ببئر توتة في عملية الترحيل الأخيرة. ويعرف حي ديار الكاف، وبالضبط في مفترق الطريق المؤدي إلى شارع مناخ فرنسا ببلدية وادي قريش وحي شوفالي، بأنه مسرح لوقوع اعتداءات يومية على المواطنين المارين أمام مرأي ومسمع أعوان الحاجز الأمني الثابت ولم تتمكن عناصر الشرطة من وضع حد لهذه الاعتداءات لغياب قانون واضح يلزم الأجهزة الأمنية بالتدخل في حال لاحظوا اعتداء على المواطنين في الشارع. وتشهد المنطقة يوميا اعتداءات بالأسلحة البيضاء على المارة وهو ما دفع بالعديد من المواطنين إلى رفع رسائل احتجاج إلى الجهات الأمنية لوضع حد لمثل هذه الجرائم، خصوصا بعد أن بات حي ديار الكاف وكرا للعصابات التي لم يسلم من شرها حتى سكان الحي أنفسهم. وتشكلت في الفترة الأخيرة مجموعة من العصابات كانت وراء وقوع جرائم قتل وتصفية حسابات بينها وبين عصابات أخرى من الشوارع المقابلة لها، ودخلت منذ فترة هذه العصابات في حرب ضروس مع عصابة أخرى بشارع مناخ فرنسا بسبب المخدرات وتحولت المنطقة إلى حلبة صراع بالأسلحة اليضاء والسيوف والمتاريس وأوقفت مصالح الأمن العديد من الشبان ذوي السوابق العدلية المتورطين في هذا الصراع، لكن سرعان من يعاودون الكرة بمجرد قضاء مدة حكمهم.