قررت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بقاء الفرنسي كريستيان غوركوف على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني حتى يكمل المشوار، رغم كأس أمم افريقيا المتوسطة التي قدمتها النخبة الوطنية، حيث فازت في مباراتين وخسرت مثليهما، وهي حصيلة عادية جدا بالنسبة لمنتخب وصل إلى الدور الثاني من كأس العالم وأحرج بطل العالم ألمانيا، لكن ما لا يعلمه المسؤول الأول عن الكرة الجزائرية محمد روراوة الذي اتخذ القرار، أن بقاء الفرنسي الذي وقع في العديد من الأخطاء سواء في اختيار التحضيرات المناسبة للدورة أو اللاعبين من شأنه أن يعيد النخبة الوطنية إلى نقطة الصفر، كيف لا وهو الذي راجع نفسه في الندوة الصحفية الأخيرة التي قال فيها إنه سيجري عدة تغييرات على المنتخب في قادم الأيام قياسا برحيل بعض الأسماء ووصولها إلى سنوات متقدمة من العمر، وهو الأمر الذي سيعيد من جديد الحسابات وبناء فريق جديد بعد أن كان المنتخب الذي شيده حاليلوزيتش في فترة ثلاث سنوات المرشح الأول لاكتساح الأخضر واليابس في القارة السمراء، قبل أن تتأكد حقيقة الميدان التي أظهرت أن الناخب الوطني لا يملك الخبرة اللازمة في التعامل مع المنتخبات وتسيير المجموعة، حيث طفت على السطح خلال نهائيات أمم افريقيا الماضية بعض المشاكل بين اللاعبين من جهة والناخب الوطني، والتي كانت نادرة مع المدرب السابق حاليلوزيتش الذي عرف كيف يحتوي الوضع، رغم وجود أسماء ثقيلة لم تشارك في أمم افريقيا الماضية في جنوب افريقيا على غرار غولام الذي انتدب حديثا في تلك الحقبة إلى المنتخب. والأكيد أن الندوة الصحفية التي عقدها أول أمس غوركوف، أكدت حالة التخبط التي يتواجد فيها الناخب الوطني بعد أن تحدث عن العديد من الأمور التي كانت راسخة في ذهنه، خاصة ما تعلق ببعض الأسماء التي تم الاستعانة بها في أمم افريقيا الماضية، لكن ورغم كل هذا أبقاه محمد روراوة الذي أراد أن يرسل رسائل واضحة لمعارضيه أنه مقتنع بالخيار الذي قام به عندما استعان بالفرنسي لتدريب المنتخب، لكن وحسب مصادرنا فإن بقاء غوركوف كان له ثمنه، حيث يكون قد اشترط عليه أن يجري بعض التعديلات على المنتخب في الفترة القادمة من الموسم حتى يبقى، وهو الأمر الذي وافق عليه غوركوف الذي لا يريد الخروج من الباب الضيق في أول تجربة تدريبية له خارج ناديه لوريان الفرنسي. الفرنسي كان يستحق فرصة أكبر ومن الظلم الحكم عليه مبكرا" وتتجه بعض الأطراف للتأكيد على أنه من المبكر الحكم على غوركوف في أول تجربة له على رأس العارضة الفنية للخضر، وهو الذي عين مؤخرا فقط. وفي مقارنة بسيطة، فإن روراوة منح الفرصة أيضا لحاليلوزيتش بعد دورة جنوب افريقيا سنة 2013 بعد أن خرج من الدور الأول في تلك المنافسة، والنتيجة كانت تأهل المنتخب إلى كأس العالم 2014 بالبرازيل وبلوغ الدور الثاني في هذه المنافسة وهو السيناريو نفسه الذي يرغب فيه الرئيس محمد روراوة من خطوته الابقاء على الفرنسي، المطالب في الفترة القادمة بالحذر الكبير وتغيير طريقة تفكيره وتسييره للنخبة الوطنية.