أوقفت شركة بتروليوس دي فنزويلا "بي.دي.في.إس.إيه" النفطية المملوكة للدولة، شراء النفط الخام الجزائري الخفيف الذي كانت تمزجه بنفطها الثقيل عالي الكبريت بسبب مشكلات فنية وخلافات بشأن السعر. وذكرت مصادر لوكالة "رويترز" الدولية أمس، أن القرار ينهي حركة الصادرات النفطية الجزائرية إلى كركاس، حيث أظهرت بيانات لتعقب حركة السفن أن الشركة الفنزويلية مزجت ما وصل إلى أربعة ملايين برميل من الخام الجزائري الخفيف بنفطها عالي الكبريت لإنتاج مزيج للتصدير يوجه أساسا إلى الولاياتالمتحدة والصين واللافت أن فنزويلا ستعود لاستخدام مادة النفتا الثقيلة الأغلى سعرا لتخفيف خام حزام أورينوكو المحلي مما يثير التساؤلات بشأن كيف ستواصل خفض تكلفة العمليات في الوقت الذي تآكلت فيه إيرادات فنزويلا النفطية بسبب انهيار أسعار النفط، وهو السبب الذي دفع فنزويلا أصلا من قبل للسعي إلى الجزائر بغية الحصول على ائتمان خارجي. ونقل المصدر ذاته عن متعامل مع الشركة الفنزويلية المملوكة للدولة طلب عدم الكشف عن اسمه، "بتروليوس دي فنزويلا تخطر الشركاء والتجار بأنها لن تشتري بعد الآن مزيج صحارى الجزائري بسبب مشكلات لوجستية. ومن جهة أخرى، نقلت "رويترز" عن مصدر لها في شركة سوناطراك أن الشركة "أوقفت الصادرات إلى فنزويلا" وقال مصدر آخر في القطاع إن الخلاف كان على السعر. ورغم انخفاض أسعار النفط الخام العالمية، فقد رفعت الجزائر السعر الرسمي لنفطها في الربع الأخير من 2014 بعد توقيع عقد مع فنزويلا، لكن مصدرا قريبا من وزارة الطاقة، قال إن صادرات الخام الخفيف قد تستأنف إلى فنزويلا في وقت لاحق هذا العام أو في 2016. وتأتي هذه التطورات في ظل سعي الجزائر إلى رفع صادراتها من المحروقات لتعويض الإيرادات المتآكلة بفعل الانخفاض الحاد في سعر البترول، كما تتازمن مع انخفاض حاد مس صادرات الغاز الجزائرية نحو أوروبا وإيطاليا تحديدا بسبب تعطل جزئي مس مركب تمييع الغاز بسكيكدة مما ينذر بتقلص مداخيل الجزائر التي تعاني أصلا من تراجع سعر البرميل الخام.