تتواصل فضائح اختلاس أموال الزبائن وهي تلاحق مكتب بريد بوزريعة بالعاصمة بعد تورط عديد من موظفيه في قضايا منفصلة، حيث علمت " البلاد" من مصدر موثوق أن قاضي التحقيق لدى محكمة بئر مرادرايس بالعاصمة، يُخضع هذه المرة عونا للأمن والوقاية بمكتب بريد بوزريعة للتحقيق لضلوعه في اختلاس أموال عشرات الزبائن من حساباتهم الموطنة بذات المكتب مما مكنه من الاستيلاء على أزيد من 7 ملايير سنتيم، مستغلا بطاقات السحب المغناطيسية التي استملهما عن مدير المكتب قبل سنتين قصد تسليمها لأصحابها. ووفقا للمعلومات التي وردت إلينا، فإن اكتشاف ملابسات هذه القضية اقترن بشكوى قيدها أحد الضحايا من زبائن مكتب بريد بوزريعة أمام محكمة الحال، إثر تعرض حسابه البريدي للسطو شمل مبلغ 22 مليون سنتيم والذي تم سحبه، حسب الشكوى بموجب بطاقة مغناطيسية من مركز بريد الدرارية، ليتم على إثر ذلك إصدار نيابة قضائية لمصالح الأمن التي باشرت تحرياتها وكشفت المستور الذي ظل من خلاله المتهم يسحب أموال الزبائن على مدار العامين عبر عدة مراحل متفرقة. واستلزم التحقيق سماع مدير المكتب البريدي الذي يشغل منصبه بالنيابة خلفا للمدير السابق المتورط في نفس الوقائع، حيث أورد المدير بالنيابة أنه ومنذ توليه منصبه بالمكتب البريدي تفاجأ بتدخل عون الأمن في مهام لا تمت بصلة لوظيفته وأن ذات العون كان يتكفل بتوزيع البطاقات المغناطيسية للزبائن وسعيا منه للاستفسار منه ووضع حد لتجاوزه، أكد له أنه دأب على فعل ذلك منذ سنتين وبأمر شفوي من المدير السابق، ونظرا إلى استحالة استمرار الوضع على ذلك الحال قرر المدير بالنيابة تحويل المهمة لموظف آخر بالمكتب، وتزامنا مع إيداع أحد الزبائن شكواه تبين أن العون وراء عملية الاختلاس، كما تم اكتشاف تعرض حسابات زبائن آخرين للعملية ذاتها مما استدعى إحالة المتهم على ذمة التحقيق. وحسب المعلومات التي بلغتنا، فإن العون المتهم أقر مبدئيا بجرمه وأوضح أنه كان يدون على أساس أن الزبائن استلموا بطاقاتهم المغناطسية ويوقع بدلا منهم، مما مكنه من سحب المبالغ المالية على دفعات ومن مراكز بريدية مختلفة حتى يرفع الشبهات إلا أن حبل الخداع كان قصيرا ووقع في قبضة العدالة، حيث يقبع بالمؤسسة العقابية بالحراش بأمر من وكيل الجمهورية لدى محكمة بئرمراد رايس إلى حين إحالته على المحاكمة فور الانتهاء من التحقيق معه.