أخلت الشرطة البريطانية صبيحة أمس، سبيل الجزائريين الخمسة الذين تم اعتقالهم في العاصمة لندن خلال زيارة البابا بينيديكت السادس عشر نهاية الأسبوع، على خلفية الاشتباه في تخطيطهم لاستهداف هذا الأخير باعتداء إرهابي، وقد تم إطلاق سراح الجزائريين العاملين في مؤسسة نظافة فرنسية دون أن توجه إليهم أي تهمة. وحسب بيان مقتضب نقلته أمس الصحافة البريطانية عن سكوتلانديار قالت فيه إن الجزائريين كانوا قد احتجزوا بعد أن سُمع حديثهم في العمل يتحدثون عن مهاجمة البابا على سبيل المزح وهو ما أظهرته حسب بيان المؤسسة الأمنية عمليات البحث واسعة النطاق التي باشرتها فرق مكافحة الإرهاب البريطانية في منازل الموقوفين، حيث تأكد خلال الثماني والأربعين ساعة أن حملة التحقيق والتفتيش الدقيقة التي أجرتها الجهات الأمنية لم تسفر عن أي شيء يستحق الذكر. وحسب صحيفة ''الصان داي ميرور''، فإن القضية برمتها تتعلق بوشاية تلقت بموجبها الشرطة البريطانية معلومات عن أحد الأشخاص الستة المعتقلين وهو يتحدث لأصحابه ''أنه يبدو من الصعب قتل البابا لأن سيارته مصفحة''، قبل أن يجيب الآخر قائلا بأسلوب ساخر ''ولكن قذيفة آربيجي تفي بالغرض''، قبل أن يحولوا بعد موضوع الحديث، الأمر الذي كان سببا في إطلاق حملة اعتقال في حقهم دون غيرهم. وحسب المدير المساعد السابق للعمليات الخاصة بسكوتلانديار فإن السرعة التي تحركت بها العناصر الأمنية أملتها الإجراءات الاستباقية، فيما فسرت صحيفة التايمز الواسعة الانتشار تصريحات المسؤول الأمني البريطاني بأنها جاءت كمحاولة للتخفيف من حدة الانتقادات التي بدأت الصحافة البريطانية توجهها للأمن البريطاني الذي يبدو لحد الآن أنه لم ينجح إلا في اعتقال الذين ليست لهم علاقة بالإرهاب على غرار الطيار الجزائري لطفي رايسي المعتقل بتهمة الإرهاب على خلفية أحداث الحادي عشر سبتمبر قبل أن تبرئ العدالة البريطانية ساحته ويعوض بملايين الجنيهات الاستيرلينية وربما آخرون لم يسعفهم الحظ ليشغلوا واجهات الصحف البريطانية راحوا هم كذلك ضحية أخطاء الأمن البريطاني.