موضوع أسعار النفط والإنتاج محور لقاء لوح مع ولي عهد الملك السعودي دخلت الجزائر في مرحلة جديدة من جهودها لإعادة التوازن لأسعار النفط التي عرفت تراجعا ملحوظا في الشهور الماضية، حيث كانت تركز على الدول ذات الإنتاج المنخفض، وتلقي باللائمة على الدول الكبيرة في هذا المجال، إلا أن تحركات الساعات الأخيرة أخذت منحى آخر، بالتوجه الى الدول ذات التأثير الكبير في منظمة الدول المصدرة للبترول أوبك، وحتى تلك التي تقع خارج هذه المنظمة. فقد التقى أمس وزير الطاقة والمناجم يوسف يوسفي رئيس جمهورية أذربيجان الهام علييف، نقل له رسالة من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، حول أزمة انخفاض أسعار النفط، مما جاء بنتائج سيئة على مداخيل الدول المصدرة خاصة تلك التي تعتمد عليه بنسبة كبيرة في صادراتها. وأهم ما جاء في الرسالة التي نقلها يوسفي هو ضرورة التشاور بين الدول الأعضاء في أوبك وخارجها، ومنها أذربيجان التي يمثل تصدر النفط الخام 50 بالمائة من نسبة صادراتها نحو الخارج. وفيما كان يوسفي في العاصمة الآذرية باكو، حل وزير العدل حافظ الأختام الطيب لوح بالعاصمة السعودية ينقل انشغال الجزائر بما يحصل في سوق النفط العالمي من انخفاض كبير لأسعار هذا المورد الطاقوي الى ولي العهد السعودي الذي تعد بلاده أكبر الدول النفطية تأثيرا في المنظمة وفي مجمل الإنتاج العالمي. فقد نقلت وكالة الأنباء الجزائرية نقلا عن مصدر من السفارة الجزائرية بالرياض، أنه "في إطار التشاور والتنسيق المستمرين والحوار المتواصل بين القيادتين الجزائرية والسعودية"، استُقبِل وزير العدل حافظ الأختام، الطيب لوح، المبعوث الشخصي للرئيس بوتفليقة، من طرف ولي العهد السعودي الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود. وقد سلم المبعوث الشخصي لرئيس الجمهورية لولي العهد السعودي "رسالة موجهة إلى خادم الحرمين الشريفين من أخيه فخامة رئيس الجمهورية، تجسد ما دأبت عليه القيادتان من تنسيق وتشاور، لاسيما في هذه الظروف الدولية المتميزة بالتغيرات السياسية والاقتصادية". وبعد هذا اللقاء مع ولي العهد جرى لقاء آخر بين لوح و وزير النفط السعودي علي النعيمي، الذي كان موضوع انخفاض أسعار النفط هو على رأس أجندة المحادثات، لكن بدا لافتا اختلاف التناول الإعلامي للقاء بين وكالتي أنباء البلدين الرسميتين. ففي الوقت الذي أشارت فيه برقية وكالة الأنباء الجزائرية بإسهاب الى أن موضوع أسعار البترول كان على رأس أجندة المحادثات بين المسؤولين السعوديين والمبعوث الجزائري، جاءت برقية وكالة الأنباء السعودية حول الحدث نفسه باردة، وخلت من أي إشارة الى النفط، وركزت على قضايا التعاون السياسي والاقتصادي بين البلدين بصورة عامة للغاية. ولا تعتبر البرودة الإعلامية السعودية صدفة، إذا ما قرأناها في سياق موقف المملكة إزاء الأزمة النفطية، فهي لا ترى في عامل حجم الإنتاج اليومي بالمؤثر في اتجاه الأسعار، لأن المشكل حسب تصريحات مسؤوليها هي في تشبع الأسواق العالمية بالغاز الصخري والرملي الذي يتم إنتاجه في أمريكا الشمالية، كما أبدى السعوديون حرصا على حصتهم في سوق البترول المقدرة ب 9.7 ملايين برميل يوميا، والتي إذا ما قررت خفض إنتاجها فإن دولا خارج المنظمة ستعوضها وتستفيد من إيراداتها، وهذه هي النقطة التي من المرجح أن تكون محور مساعي الجزائر الرامية الى إعادة التوازن للأسعار، من خلال جهودها للجمع بين دول الأوبك والدول غير المنخرطة بها حتى تتخلص من حسابات الحصة السوقية التي تتذرع بها بعض الدول في أوبك لعدم خفض الإنتاج.