أوضح الفنان وعضو الجمعية السينمائية "أضواء" عبد الحميد رابية في حديث ل"البلاد"، أن المخرج عمار العسكري يتعافى تدريجيا بعد تدهور وضعه الصحي مؤخرا ودخوله إلى المستشفى، بعد فقدانه القدرة على الحركة وحتى الكلام. وسبق للمخرج أن خضع لعملية جراحية قبل عشر سنوات في فرنسا، ليعود المرض غليه في الفترة الأخيرة، وزاد تقدمه في السن وضعه تأزما. وبدا المخرج القدير متعبا في اللقاء التكريمي الذي احتضنه "منتدى المجاهد" الذي نظمته "جمعية أضواء" بالتنسيق مع "جمعية مشعل الشهيد"، وذلك بحضور رفاق المخرج وشخصيات ثقافية وسينمائية. وتم التطرق خلال اللقاء إلى سيرة ومسار عمار العسكري وأشهر أعماله التي تركت بصمة خالدة في تاريخ السينما الجزائرية الثورية والتاريخية. والمجاهد والمخرج عمار العسكري، من مواليد سنة 1942 بمنطقة "عين الباردة" في ولاية قالمة، وهو متحصل على شهادة البكالوريا درجة أولى ودرجة ثانية علوم تجريبية علوم انتقالية، وتابع دراسات عليا في بلغراد "يوغسلافيا" من سنة 1962 إلى 1966. وللمخرج تاريخ نضالي كبير في ثورة التحرير، حيث شارك تحت لواء جبهة التحرير الوطني في إضراب الطلاب الثانويين التلاميذ الجزائريين في 19ماي 1956 "ثانوية القديس أوغستن بعنابة"، وكان عضوا قي جيش التحرير الوطني 1957-1962 والولاية الثانية "جبل هوارة" والمنطقة الثانية "جبل مليلة" وأيضا قاعدة الشرق "غرديماو". كما شغل منصب أمين عام لنقابة السنمائيين التقنيين والعمال للاتحاد العام للعمّال الجزائريين والمركز الجزائري والصناعة السينماتوغرافية ابتداء من سنة 1980. وشغل أيضا منصب مدير عام المركز الجزائري للفن والصناعة السينماتوغرافية بداية من سنة 1990. وأنجز بإمكانات مادية ضعيفة أعمالا سينمائية كبيرة على غرار فيلمه الثوري الشهير "دورية نحو الشرق" الذي أخرجه سنة 1971، "المفيد" سنة 1978 والذي جعل الرئيس الراحل هواري بومدين يزج به في السجن بسبب جرأته، بالإضافة إلى فيلم "أبواب الصمت" سنة 1989 و"زهرة اللوتس" سنة 1998. من ناحية أخرى، يعوض الفضل لعمار العسكري كثيرا في استرجاع أرشيف ثورة التحرير المتواجد في مختلف الدول الأوروبية، وخصوصا فرنسا، حيث باشر إجراءات فعلية مع مدير الأرشيف الوطني عبد المجيد شيخي من أجل الشروع في الإجراءات الرسمية لمطالبة هذه الدول بتسليم الأرشيف الذي يمثل مادة لا تقدر بثمن تحمل حقائق كثيرة عن التاريخ الجزائري والثورة لا تزال مجهولة إلى غاية الآن، وتواصل السلطات الفرنسية في التعتيم عليها.