قال صاحب "دورية إلى الشرق" و" زهرة اللوتس" و"المفيد" وغيرها من الأعمال التي تشكل الذاكرة الجماعية للجزائر، وتجسد النضال الحقيقي، الذي بدله المجاهدون خلال ثورة التحرير الكبرى، خلال حفل تكريمه ببرنوس سيدي امحمد، أمس، أن السينما الجزائرية، على وجه الخصوص والفن الجزائري عموما، بحاجة إلى دفعة قوية تكون ركيزتها رجال الثقافة، والإعلام، والفن، لإحداث اتصال فيما بينهم بطريقة ايجابية تساعد على النهوض بالثقافة الجزائرية. خاض المخرج القدير عمار العسكري في أعماله، التي ضمت لقطات مصورة خلال فترة الاحتلال الفرنسي، الجهاد الثقافي الرامي إلى تثبيت التاريخ الثوري ضمن مفاهيم الجيل الجديد، فكان حفل التتويج، الذي حضره الوزراء لمين سبتي وبوجمعة هيشور، ونائب رئيس البرلمان، وممثلي الهيئات الوزارية للثقافة والسياحة والبيئة، ومنظمات وطنية ودولية على غرار اللجنة الوطنية للتضامن مع الشعب الصحراوي، والاتحاد العام للعمال الجزائريين، والتنسيقية الوطنية للجمعيات المساندة لبرنامج رئيس الجمهورية، والاتحاد العام للطلبة الجزائريين، وإطارات مؤسسات الدولة وأساتذة، وكوكبة من الشخصيات البارزة على الصعيد السياسي والثقافي بالاضافة إلى الأسرة الفنية العريضة، ثمرة جهد بدله في سبيل الوطن. وعدد رئيس بلدية سيدي امحمد مختار بوروينة في كلمة ألقاها بالمناسبة، خصال المخرج عمار العسكري، مشيرا إلى كون الفن انشغال جماعي ينبغي أن يتوج قبل أن يكون إبداعا، خصوصا وأن الأعمال الفنية السينمائية التي خاض فيها أمثال العسكري، تشكل ملحمة التقطت نفحات الثورة، وسلاحا للدفاع عن مقومات الشعب الجزائري، فلم يغب سيناريو الجهاد عن مخيلتهم، ولم تنقطع أفلامهم عنه، فكانت أفلام يشهد لها التاريخ استطاعت أن تخلد الملاحم البطولية لجبهة التحرير الوطني. وعن المبادرة أوضح بوروينة ان بلديته حرصت على تثبيت هذا التقليد، لتتمكن من ترسيخ تاريخ شخصيات صنعت المستحيل في سبيل الوطن، وتعطي دفعة قوية للجيل الحالي، من اجل ركوب موجة الإبداع والمواصلة في تطوير أعمال كبار المبدعين الجزائريين، وأبرز قواد النهضة الثقافية الجزائرية، بعد سنوات الاستعمار، مضيفا أن هؤلاء حرصوا خلال أصعب الظروف التي مرت بها الجزائر في فترة العشرية السوداء، على إبقاء الفعل الثقافي الجزائري حيا، حيث توج العسكري عن فيلم "أبواب الصمت" سنة 1989وعن فيلم "زهرة اللوتس" سنة 1999، وقد عرضت بلدية سيدي امحمد فيلما من 26 دقيقة، لخص مسار عمار العسكري، من إنتاج الجمعية الفنية السينمائية أضواء، وإخراج عمار رابية. وأشار العسكري إلى أن الجميع مسؤولين عن الحالة الثقافية والسياسية للوطن، وعن انتشار عقليات سطحية لدى الشباب الجزائري حول وطنه، التي لم توجه وتنمى لتكون ثروة تكتسبها الجزائر لتطوير ذاتها، وعبر العسكري عن رغبته في ان تكون شوارع الجزائر ليلا كما هي في رمضان على الدوام، نظرا للحيوية التي ميزت العمل الثقافي والسلوك التواصلي للمواطن. وتأسف العسكري للركود الذي تشهده دور السينما بالجزائر، والتي تقلصت من 500 قاعة سينما بعد الاستقلال إلى مالا يزيد عن العشرات منها اليوم، مرجعا ذلك إلى العقليات التي سيطرت على الشارع الجزائري، الذي لم يجد المرافق السينمائية اللازمة عبر مختلف ربوع الوطن بجرجرة والأوراس وتلمسان وباتنة تمنراست وسوق اهراس وتبسة وواد سوف وغيرها، التي يتجه إليها للاضطلاع على أهم الأعمال الجزائرية المنجزة والإبداعات الحديثة لمخرجين شباب. ودعى العسكري إلى ضرورة وضع استراتيجية سياسية شاملة في ميدان الثقافة والفنون والإعلام، استراتيجية على المدى القصير والطويل والمتوسط، وتكييف القطاع السمعي البصري يلعب دورا فعال في تثمين إبداعات الجزائريين ودفعها للتطور.