عززت الجزائر من قواتها العسكرية على الحدود مع الجارة ليبيا، جراء الانفلات الأمني الذي تعيشه هذه الاخيرة، وسيطرة عدد من التنظيمات الإرهابية على أجزاء منها، ما جعلها الحدود الاكثر "أمنا" مقارنة بدول الجوار، ما شجع اللاجئين والرعايا المصريين على اختيارها كمنطقة عبور في طريق العودة الى بلادهم وتفضيلها على الحدود التونسية التي تعاني بعض الانفلات. وكشف عدد من المصريين العائدين من ليبيا الى القاهرة، عبر الحدود الجزائرية، أنهم فضلوا عبور الحدود الجزائرية، للعودة الى بلادهم بدلا من تونس، مؤكدين أن السلطات الأمنية الجزائرية تُحكم سيطرتها على حدودها الوطنية مع ليبيا، بشكل يمنع تواجد التنظيمات الإرهابية بالقرب منها، بحسب ما نشرته مواقع إعلامية مصرية، وأوضحوا أن الحدود الليبية التونسية، تعاني بعض الانفلات الأمني مما يعرضهم إلى الخطر، الى جانب سيطرة قوات فجر ليبيا على المعابر والمنافذ، وترغمهم على دفع رسوم عبور، إضافة الى خطر تواجد عناصر إرهابية في المناطق الحدودية، وأضاف المعنيون، أن عددا منهم كان يقيم بمنطقة الجبل الغربي في ليبيا، وهي أقرب الى الحدود التونسية، إلا أن حجم الخطر الموجود جعلهم يفضلون دخول التراب الجزائري واختيار الطريق الآمن، حيث تم التكفل بهم ونقلهم من مطار عين أميناس الى القاهرة، بينما عجز آخرون عن العودة الى وطنهم خوفا من سيطرة المليشيات المسلحة على طرق العبور إلى الحدود التونسية، بينما يوجد آخرون يرفضون العودة من الأساس، على الرغم من أن خيار العودة متاح أمامهم. وحسب المصادر ذاتها، فإن الجزائريين قدموا كل سبل التعاون للمصريين هناك، وسهلوا لهم كل إجراءات عبور الحدود من أجل العودة إلى وطنهم. كما ان قوات حرس الحدود تسيطر بشكل كامل على المنطقة الحدودية مع ليبيا، بشكل لا يسمح للمليشيات أو التنظيمات المسلحة بالاقتراب. فيما يعاني الليبيون في عدد من المناطق من أوضاع انسانية مزرية، في ظل غياب الغاز والكهرباء وارتفاع حجم الخطر الذي يتهددهم. وكانت شركة "مصر للطيران" قامت بتسيير رحلات جوية إلى مطار "عين امناس" لنقل المصريين الذين قاموا بعبور الحدود الليبية الجزائرية للعودة إلى الوطن، وذلك في إطار التعاون القائم بين وزارتي الطيران والخارجية لتشغيل رحلات جوية لإعادة المصريين الراغبين في العودة من ليبيا. كما نظمت رحلات الى مطار جربة التونسي، حيث قدر عدد المصريين العائدين من ليبيا ب6699 مواطنا نقلوا على متن 26 رحلة جوية.