مطار عين أمناس يستقبل أولى الطائرات المصرية لنقل العائدين من ليبيا حطت بمطار عين ''أمناس'' بولاية إليزي مساء أمس، أولى الطائرات المصرية المبرمجة ضمن جسر جوي تقرر إقامته بين الجزائر ومصر لإعادة العمال المصريين الذين دخلوا الجزائر خلال الأيام الماضية عبر معبر ''الدبداب'' الحدودي إلى بلدهم، بعد هروبهم من الوضع المأساوي والاضطرابات الخطيرة التي تعيشها ليبيا. وحسبما نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن المستشار العمالي بالسفارة المصرية بالجزائر السيد محمد عيسى الذي انتقل إلى مدينة عين امناس لترتيب ظروف ترحيل الرعايا المصريين، فإن الطائرة الأولى التابعة لشركة ''مصر للطيران'' التي وصلت إلى مطار عين امناس بعد ظهر أمس، هي من طراز ''ايرباص ,''320 وتعتبر الأولى ضمن مجموعة من الرحلات المبرمجة في إطار جسر جوى تقرر إقامته لإعادة العمال المصريين المتواجدين داخل التراب الجزائري إلى بلدهم والذين قدر عددهم إلى غاية نهار أمس، ب405 أشخاص، فيما يتوقع أن يصل عددهم إلى نحو ألف رعية مصرية ينتظر وصولها في الأيام المقبلة عبر مدينة غدامس الليبية الحدودية. وبعد أن طمأن عائلات الرعايا المصريين الذين فروا من جحيم الاضطرابات التي تعرفها ليبيا إلى الجزائر، بأن جميع العمال المصريين بخير وليس لديهم أية مشاكل، أشاد المسؤول المصري بمساعدة السلطات الجزائرية والسلطات المحلية لولاية إليزي بشكل خاص ومجهوداتها المتواصلة من أجل ضمان عودة الرعايا المصريين إلى ديارهم في أحسن الظروف، كما وجه العائدون من جهتهم الشكر للسلطات الجزائرية لتذليلها كافة العقبات والحرص على إعادتهم إلى وطنهم في أسرع وقت. وكان سفير مصر بالجزائر السيد عبد العزيز سيف النصر قد أكد على وجود تنسيق محكم بين السفارة ووزارة الخارجية الجزائرية والسلطات المحلية لولاية إيليزي لتسهيل دخول المواطنين المصريين وضمان عودتهم إلى وطنهم، مشيرا إلى أن فريقا من السفارة المصرية انتقل نهاية الأسبوع إلى مدينة ''عين أمناس'' للاطمئنان والإشراف على وصول المصريين وإجراءات عودتهم إلى الديار. وأعرب السفير عن شكره للجهد والتعاون الكبير الذي تبذله السلطات الجزائرية لتسهيل دخول المواطنين المصريين إلى الجزائر. كما أشاد وزير الخارجية المصري السيد أحمد أبو الغيط أمس بالمساعدات التي قدمتها كل من الجزائر وتونس للمصريين الذين عبروا أراضيهما قادمين من ليبيا مبرزا أنهما كشفا عن معدن حقيقي للعروبة والإسلام. وقال أبو الغيط في تصريحات صحفية أنه أجرى اتصالات هاتفية بنظيريه الجزائري والتونسي وشكرهما على تضامن بلديهما ووقوفهما مع الجالية المصرية، مشيرا إلى أن الجزائر قامت باستضافة كاملة للمصريين وأعدت لهم الترتيبات الخاصة بالمغادرة. ومن جهته نوه مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون القنصلية السيد محمد عبد الحكم أول أمس الجمعة، في تصريح تلفزيوني بما قدمته الجزائر من تسهيلات وإجراءات وحسن الضيافة للمصريين العاملين في ليبيا الذين دخلوا أراضيها. من جانب آخر وحسب مصادر مسؤولة من ولاية إليزي فإنه إلى جانب الطائرتين المصرتين اللتين تمت برمجتهما خلال الفترة المسائية، فقد أقلعت من مطار عين امناس أمس، طائرتان ألمانيتان من نوع ''بوينغ''، حاملتان على متنهما رعايا أوروبيين فروا من ليبيا نحو الجزائر، فيما كان مقررا تحويل رعايا آسيويين نحو مطار الجزائر بالعاصمة قبل تحويلهم إلى بلدانهم الأصلية. وقد سجل المركز الحدودي للدبداب خلال اليومين الأخيرين حسب مصادر مسؤولة، دخول نحو 700 رعية أجنبي، منهم 340 مصري و14 ألمانيا و63 فرنسيا و32 موريتانيا و62 ليبيا و5 بريطانيين، علاوة على الرعايا الجزائريين الفارين من جحيم القتل والنهب الذي طال الأجانب المتواجدين بليبيا، وقد تم التكفل بكل هؤلاء الرعايا الأجانب من قبل مصالح الأمن الحدودية بالدبداب. وتجدر الإشارة إلى أن وزير الداخلية والجماعات المحلية السيد دحو ولد قابلية كان قد أكد الأربعاء الماضي بأن الجزائر ستمسح لكل المواطنين العرب والأجانب الذين لا يستطيعون مغادرة ليبيا جوا بعبور الحدود الجزائرية للعودة إلى بلادهم.