رد وزير العدل حافظ الأختام، الطيب لوح، اليوم، بشدة على انتقادات النواب الذين أبدوا رفضهم لمشروع القانون المعدل والمتمم لقانون العقوبات، خاصة تكتل الجزائر الخضراء قائلا "إذا لم نتخذ أي شيء فنحن نخالف الأحاديث والآيات الكريمة وليس العكس"، واضاف "نحن من الواقع ولسنا من صالونات الأوراسي". وشهدت جلسة رد وزير العدل حافظ الأختام، الطيب بلعيز، على انشغالات النواب بخصوص تعديل قانون العقوبات، اليوم، تجاذبا مع نواب تكتل الجزائر الخضراء، والوزير الذي رد بقوة على النواب الذين عارضوا في جلسة أول اليوم مشروع هذا القانون، واصفين غياه ب"المفكك للأسرة الجزائرية"، وبدى الوزير في بعض الفترات غاضبا على الأوصاف التي أطلقها بعض النواب على الحكومة والوزارة ومشروع القانون، مستغربا بقوله "حكومة جزائرية و وزير عدل منتخب خرج من الشعب ومعين كوزير.. يعني نعرف الواقع ..وثلاث عهدات ونبرمج قانون لتفكيك الاسرة الجزائرية!"، وأضاف قائلا "اسمحوا لي.. أنا لا أقبل ذلك.. لا أقبل هذا الاتهام الخطير جدا". مؤكدا "الحكومة لا تشرع قوانين لتفكيك الأسرة". وفي مجمل التوضيحات التي قدمها وزير العدل أمام النواب، أكد بلهجة قوية وشدد الطيب لوح "أريد أن أركز بوضوح.. لا يوجد لا ضغوطات ولا اي شيء بالنسبة لإعداد مشروع هذا القانون"، واضاف "بل جاء في إطار استراتيجية واضحة للدولة الجزائرية يوضح إرادتها وهذا ما اشرنا إليه في غرض الأسباب". ومنتقدا بشدة لجوء النواب لتبرير رفضهم للقانون بأنه مستوحى من الاتفاقيات الدولية، وذكر الوزير "لقد راعينا خصوصياتنا الاجتماعية والثقافية"، موجها سؤاله للنواب "لماذا تتحدثون وكأننا لم نراعي الخصوصيات الجزائرية؟"، موضحا "ما يؤكد أن الأمر يتعلق بسيادة واستراتيجية الدولة في محاربة العنف ضد المرأة". وفي معرض رده على انتقادات نواب تكتل الجزائر الخضراء لمشروع القانون، ذكر الوزير لوح أن "كل الدول الإسلامية والعربية في طريقها للتشريع في هذا المجال"، وفيما يتعلق بالتحرش الجنسي في الشارع والأماكن العمومية، قال المتحدث أن بعض مثل هذه القضايا أدت إلى اقتتال قبائل بأكملها، معترفا بوجود هذه الظاهرة وتفاقمها في المجتمع الجزائري، وقال "نشوفو فيه ونخليوه؟"، مؤكدا "الأحاديث التي تحافظ على المرأة لا تسمح لنا أن نترك الوضع كما هو"، و أوضح "نغير المنكر"، وعلق على ذلك بقوله "إذا لم نتخذ أي شيء نحن مخالفون للأحاديث والآيات الكريمة وليس العكس"، كما أبدى الوزير أسفه لانتقادات الشارع موضحا "الشارع يقول أن الدولة غائبة في هذا المجال"، موجها كلامه للمعارضة "نحن من الواقع ولسنا من صالونات الأوراسي". داعيا الجميع للصدق قائلا "يجب أن نكون صادقين مع أنفسنا مع الله ومع الشعب". واتهم لوح نواب تكتل الجزائر الخضراء، دون أن يذكرهم بالاسم، حين قال "هناك من يريد المساس بمشروع القانون لأنه يمس بالشريعة"، وتساءل لوح "هل مبدئ الصلح الذي جاء في القانون يعارض الإسلام"، ليجيب بنفسه "بل هذا من المبادئ الأساسية للشريعة". ومع كل النقاط التي طرحها الوزير فقد رد عليه نواب التكتل الأخضر غير أنه لم يتسنى للصحفيين سماع ردهم لأن المايكروفونات لم تفتحن باعتبار أن المجال كان لرد وزير العدل على انشغالات النواب.