اتهمت الرباطالجزائر بالوقوف وراء معارضة ائتلاف لمسلمي بلجيكا فكرة استقدام أئمة من المغرب، حيث أشارت مواقع إعلام مغربية، إلى أن شبح الجزائر يطارد كل ما هو مغربي، لينتقل الصراع بذلك من المساجد في فرنسا إلى المساجد في بلجيكا. ولم تنفك العقد المغربية تجاه الجزائر تؤلف قصصا وروايات لا أساس لها من الصحة، حيث راحت وسائل إعلام مغربية، تشير إلى وقوف الجزائر وراء تعثر الإمامة المغربية في بلجيكا، وذلك على خلفية رفض ائتلاف لمسلمي بلجيكا الذِي تشكل من مسلمِين يعيشون في بلجيكا وأطلق على نفسه "مبادرات مواطنة لأجل إسلام بلجيكي"، تصريحات نائب الوزير الأول البلجيكي، ووزير الخارجية، التي تحدثا فيها عن إمكانية إقامة شراكة مع المغرب في مجال تكوِين الأئمة، بهدف تحصين الحقل الديني، وهي عملية مشابهة لما تحاول فرنسا فعله في إطار اتفاق شراكة مع الجزائر، في حين أن مسلمي بلجيكا رفضوا استقطاب أئمة مغربيين وسعوديين أيضا، وفضلوا الاعتماد على أئمة محليين، لتفادي ما ينجرّ عنه من إشكالات تقترن بعدم استيعاب كثيرٍ من الأئمة الوافدِين لمقتضيات المجتمع البلجيكي، حيث إن الأئمة الذين يأتون من الخارج لا يستوعبون حسب رأي الائتلاف السياق الاجتماعي والثقافي للبلجيكيين، الأمر الذي يجعلهم غير فعالين في تأطير المسلمِين، أو يسوقونهم نحو التطرف، خصوصا في ظل مضي أعداد كبيرة من المهاجرِين إلى العراق وسوريا للالتحاق بتنظيم "داعش". ورأى الائتلاف أنه من الأفضل تأمين السبل لبروز إسلام بلجيكي، وذلك من خلال إفساح المجال أمام أساتذة على تكوين رصين في الدين الإسلامي، يدركون ما يعيشهُ المجتمع البلجيكي، داعيا إلى قطع الطريق أمام أي تدخل أجنبي في تدبير الشأن الديني في البلاد. ولا تعد الاتهامات المغربية الأولى من نوعها، حيث كان للمنافسة بين الجزائر والمغرب على رئاسة المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، نصيب كبير في تبادل الاتهامات، إلى جانب إمامة مسجد العاصمة باريس، وهو ما استنكره بعض الشيوخ والأئمة الجزائريين الذين دعوا إلى عدم تسييس الدين، وربطه بخلافات قائمة بين البلدين، إلا أن الرباط تحرص في كل مرة على تبرير إخفاقاتها برمي المسؤولية على الجارة الشرقية، حتى دون وجود أدلة وحجج مقنعة.