معزوزي ل"البلاد": مؤشرات قوية عن تعديل وشيك للدستور والمؤتمر لن يتعدى شهر جوان دخل المؤتمر العاشر للأفلان مرحلة جمود غير مسبوقة، بعد أن رمى الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أوراقه في مرمى الرئيس، وقرر تأجيل المؤتمر إلى ما بعد تعديل الدستور، ويبدو أن الأفلان يملك أوراقا ومؤشرات قوية لتعديل مرتقب، رغم أن تكهنات أمينه العام لم تصدق بشأن إعلان الرئيس عن تعديل دستوري قبل نهاية الثلاثي الأول من هذا العام، لكن مقترح تشكيل حكومة من الأغلبية تبقى الورقة التي يعول عليها سعداني، وهي التي تعزز حظوظه بين مناضلي الحزب وقياداته الذين يطمحون إلى حقائب وزارية داخل الحزب بعد تعديل الدستور وتكيف برنامج المؤتمر وفق هذه المستجدات. وتجاوز حزب جبهة التحرير الوطني الآجال القانونية لعقد مؤتمره العاشر والذي كان مقررا هذا الشهر، حسب ما أكده الأمين العام عمار سعداني في وقت سابق، غير أنه قرر تأجيل هذا المؤتمر إلى ما بعد تعديل الدستور في وقت تعيش فيه الأطراف المتصارعة داخل الحزب قلقا متزايدا بسبب غموض الرؤية حول مستقبل الحزب، وغموض موقف السلطة الحالية من الصراع الدائر فيه دون حسمه لصالح أي طرف. واعترف مسؤول التننظيم بالحزب مصطفى معزوزي بأن الظروف الحالية غير مناسبة لعقد المؤتمر دون تقديم توضيحات أكثر، مما يؤكد أن الظروف غير مهيئة بالنسبة لعمار سعداني من أجل عقد مؤتمره، وسط اتهامات من قبل خصومه وقيادين سابقين بعجزه عن حشد الدعم لدى مؤييده. واتهم بلعياط في هذا الشأن، سعداني، بÇ اختلاق ذرائع لربح الوقت" من خلال تأجيل المؤتمر العاشر للحزب، معتبرا أن الأمين العام لم يعد يسيطر على الأمور في الحزب ويلقى معارضة كبيرة من المناضلين، وهو ما فنده بشكل كبير معزوزي الذي قال إن تأجيل المؤتمر لن يؤثر على الحزب، الذي يسير حسبه في الاتجاه الصحيح لعقد مؤتمره، وتشكيل لجانه، معتبرا أن الأمور التنظيمية تسير بشكل جيد. وتوقع مسؤول التنظيم بأن المؤتمر العاشر لن يتعدى شهر جوان وسيكون ناجحا بكل المقاييس، سواء تم انتخاب الأمين العام من خلال الاحتكام للصندوق أو تزكية الأمين العام الحالي. ورجح المتحدث من جهة أخرى فرضية تمرير الدستور عبر البرلمان دون استفتاء شعبي، بالنظر لطبيعة التعديلات التي ستمس الفصل بين السلطات ومنح القضاء استقلالية أوسع وبعض النقاط الأخرى التي لابد ان تدرج حسبه في أجندة المؤتمر، لا سيما إذا تم الاستجابة لمطالب الحزب بشأن تشكيل الحكومة من حزب الأغلبية، وهو ما يعول عليه سعداني، ويترقبه أنصاره الذين سيدعمونه من أجل افتكاك حقائب وزارية بعد فوزهم بعضوية اللجنة المركزية، وقال معزوزي إن الحزب يمتلك مؤشرات قوية بأن يكون التعديل الدستوري في القريب، ولن يتعدى شهر جوان، واستند في ذلك لتصريحات الرجل الثاني في الدولة رئيس الأمة عبد القادر بن صالح. وأكد معزوزي أنه ليست هذه المرة الأولى التي يعرف فيها الحزب تجاوز الوقت المحدد للمؤتمر، حيث شهد هذا الوضع خلال رئاسة عبد الحميد مهري رحمه الله .. وبدا مستهينا بتحرك خصوم سعداني الذين يحضرون بدورهم لافتكاك رخصة عقد دورة طارئة للجنة المركزية، وشرعوا في التحضير لمؤتمر موازي من خلال تنصيب لجان وضبط اللوائح السياسية والنظامية، والتي تتضمن حسب منسق المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني قوانين جديدة تتعلق بإبعاد كل قيادي مشتبه في علاقته بالفساد من اللجنة ومن الحزب. من جهته، أكد بلعياط في اتصال مع "البلاد" أن هذا الإجراء يهدف إلى تطهير الحزب، مشيرا إلى أن تعيين عمار سعداني المحافظين الجدد كان بناءا على ولاءات، وأبدى تمسكه بعقد مؤتمر موازي إذا لم يقرره سعداني في وقته المحدد وبقي الحال على ما هو عليه.