10 فقط من بين 22 دولة تشهد استقرارا "نسبيا" تنطلق اليوم أشغال الدورة ال26 للقمة العربية المنعقدة بمدينة شرم الشيخ المصرية، والتي تشارك فيها الجزائر في ظل تطورات خطيرة أبرزها التدخل العسكري العربي في اليمن، بعد اجتماع تحضيري قاده وزراء الخارجية العرب، والذي تم التأكيد من خلاله على ضرورة مواجهة التهديدات الارهابية أمنيا، فكريا وإيديولوجيا. هذا وقد أصدر رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، قرارا يقضى بتمثيل رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح له في القمة العربية ال26 لجامعة الدول العربية التي ستعقد بشرم الشيخ المصرية اليوم وغدا. وأكد بيان لرئاسة الجمهورية، أمس الجمعة 27 مارس، أن الرئيس بوتفليقة استجابة للدعوة التي وجهها له الرئيس عبد الفتاح السيسى، قام بتعيين عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة ليمثله في القمة العربية بشرم الشيخ. تعد القمة العربية استثنائية بالنظر الى عديد القضايا التي ستطرح للنقاش، والتي تتعلق في مجملها بالأزمات العربية المتلاحقة، فمن الانفلات الأمني في العراق، سوريا وليبيا، الى التهديد الإرهابي في تونس، ومصر والتدخل العسكري في اليمن، والانتكاسة في فلسطين، قضايا باتت تستدعي التدخل العاجل لحلها، والتي تسعى الجزائر الى لعب دور محوري فيها، من خلال فرض طرحها المتعلق باحترام سيادة الدول ومساعدة الحكومات على الخروج من الأزمة، عن طريق تغليب الحوار بين الأطراف. وهو الطرح الذي بات يواجه عراقيل عديدة بالنظر الى إصرار القادة العرب على إنشاء قوة عربية مشتركة لمواجهة التهديدات التي تواجه الأمن القومي العربي، والتي يهدفون من خلال هذه القمة الى تقنينها وإعطائها الشرعية اللأزمة، خصوصا أن الأمين العام للجامعة نبيل العربي، أشاد بقرار التدخل الذي جاء حسبه مطابقا لمعاهدة الدفاع العربي المشتركة. وأمام تمسك الجزائر برفضها للمشاركة في القوة العسكرية، والتدخل في الشؤون الداخلية للدول، لم تجد الدول العربية على رأسها مصر من سبيل آخر، سوى جعل الأمر اختياريا، حيث تقرر خلال الاجتماع التحضيري تكليف الأمين العام للجامعة العربية بمهمة التنسيق مع رئاسة القمة بدعوة فريق رفيع المستوى تحت إشراف رؤساء أركان القوات المسلحة بالدول الأعضاء للاجتماع خلال شهر من صدور القرار لدراسة كافة جوانب الموضوع واقتراح الإجراءات التنفيذية وآليات العمل والموازنة المطلوبة لإنشاء القوة العسكرية العربية المشتركة وتشكيلها وعرض نتائج أعمالها في غضون ثلاثة شهور على اجتماع خاص لمجلس الدفاع العربي المشترك لإقرارها، حيث يمكن للجزائر في حال مشاركتها استغلال الاجتماع كفرصة أخيرة لمحاولة إقناع الدول الأعضاء بضرورة التخلي عن الفكرة لما سينجر عنها من عواقب وخيمة. وطرح متتبعون للوضع، فكرة فرص نجاح هذه الدورة، بالنظر الى ما تشهده الدول المشاركة، فبينما تعاني 6 دول اقتتالا داخليا وهي اليمن، ليبيا، العراق، سوريا، السودان والصومال، تشهد 3 دول أخرى أزمات سياسية وهي مصر، موريتانيا ولبنان، وتعرف دولتان تغيرات سياسية وهي تونس والسعودية، وتعاني واحدة من الاحتلال وهي فلسطين، في وقت تعرف فيه 8 دول هدوءا نسبيا في أوضاعها الداخلية وهي الجزائر، المغرب، جيبوتي، الإمارات، قطر، الكويت، البحرين، والأردن، بينما تبقى جزر القمر وسلطنة عمان دولتين مستقرتين.