تسلم لجنة التحقيق التي شكلتها وزارة الصحة الأردنية، على خلفية قضية الطفل الجزائري عبد الله سليم (9 شهور)، تقريرها النهائي إلى وزارة الصحة اليوم الأحد. وقالت مصادر إن التقرير شارف الفريق المعد له على وضع اللمسات الأخيرة له، وأن اللجنة استمعت إلى كافة الأطباء الذين أشرفوا على حالة الطفل وعلى عملية القلب التي أجريت له، حيث كان يعاني من فتحة بين البطين الأيمن والأيسر، وأن العملية تمت بنجاح وصلت نسبتها إلى 95 بالمائة. وخلصت اللجنة في تقريرها إلى أن الأطباء وكعادتهم في مثل هذه الحالات أخبروا والد الرضيع بكافة المضاعفات التي يمكن أن يتعرض لها، وقاموا بشرح كافة التفاصيل المرافقة للعملية والمضاعفات المحتملة. وبعد مراجعة التقرير من قبل الوزارة، سيرفع إلى وزير الصحة لاتخاذ القرار المناسب بحق من يثبت تقصيره. وأفاد مصدر طبي أن الخطأ هو خطأ فني وليس طبيا، وأن الأمور الفنية لدقتها تستدعي التحري بشكل أفضل، مشيرا وفق ما أوردته يومية الدستور الأردنية إلى أن اللجنة خلصت إلى عدم وجود خطأ طبي في القضية، وأن ما جرى هو مضاعفة طبية ترافق دائما العمليات الكبرى كالتي أجريت للرضيع الجزائري. وأوضح المصدر أن الخلل ترافق مع عدم إعطاء الرضيع المدة الكافية على جهاز التنفس الاصطناعي، وتوقع أن يكون الفنيون المشرفون على حالة الطفل تسرعوا في اتخاذ قرار فصل الجهاز عن الرضيع، مشيرا إلى أن الفترة الطبية المعتادة لبقاء أي مريض على جهاز التنفس الاصطناعي تتراوح عادة بين 24 و48 ساعة، وقد بينت التحقيقات أن الطفل خضع للتنفس الاصطناعي 10 ساعات فقط، حيث لاحظ المشرفون تحسن حالة الرضيع، ليتعرض الطفل بعدها إلى تعطل وشلل في الدماغ بعد فصل جهاز التنفس الاصطناعي عنه. وكانت وزارة الصحة الأردنية قد شكلت لجنة طبية مشتركة من كافة القطاعات من الخدمات الطبية الملكية والقطاع الخاص ونقابة الأطباء والقطاع الجامعي، إضافة إلى وزارة الصحة. وتضم في عضويتها ممثلين من الخدمات الطبية الملكية والقطاع الخاص والجامعات ونقابة الأطباء، إلى جانب ممثلي وزارة الصحة بانتظار التقرير النهائي الذي يثبت بالوجه القطعي إذا ما كان هناك أي إهمال أو أي تقصير. للتذكير، الطفل الجزائري البالغ من العمر 9 شهور، جاء به والده إلى الأردن لإجراء عملية خطيرة في القلب، لوجود فتحة بين البطين الأيمن والبطين الأيسر على نفقة متبرعين من دولة الإمارات العربية المتحدة، وتم إجراء العملية في أحد المستشفيات الأردنية الخاصة على أحسن وجه. وأشار أطباء في المستشفى الأردني إلى أن حالة الطفل بالعرف الطبي قد تتحسن مع العلاجات، إلا أنها تحتاج إلى وقت من أجل ذلك ولا يوجد شيء يثبت أن حالة الطفل ستبقى كما هي. يشار إلى أن والد الطفل كان قد تقدم بشكوى إلى وزارة الصحة يتهم فيها المستشفى والكوادر الطبية بوجود خطأ طبي أدى إلى إصابة الطفل بشلل وتعطل جزء من الدماغ قد يكون سببه عدم إعطاء الطفل الوقت الكافي على جهاز التنفس الاصطناعي.