تل أبيب تُوفد نائب وزير خارجيتها ولعمامرة يمثل الجزائر يلتقي اليوم، وزراء ومسؤولون كبار في وزارات خارجية دول الاتحاد الأروبي دول حوض البحر المتوسط في برشلونة لبحث سبل مواجهة التحديات المرتبطة بالتنمية والتطرف والإرهاب والأمن الطاقوي والهجرة السرية. الاجتماع غير الرسمي ستبحث فيه وفود 28 بلدا أروبيا و8 دول من حوض المتوسطي طرق تعزيز التعاون بين دول المنطقة في المجالات السالفة الذكر حسب ما أعلنه المفوض الأوروبي المكلف بسياسة الجوار للاتحاد الأوروبي والتوسيع "يوهانس هان" الذي سيترأس الاجتماع رفقة وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي "فيديريكا موغيريني"، لكنه سيحتم على ممثلي الدول المشاركة الجلوس وجها لوجه مع إسرائيل، ومن بين هذه الدول الجزائر التي يمثلها وزير الخارجية رمطان لعمامرة الذي سيستعرض وجهة نظر الجزائر في طرق مواجهة تحديات الأمن والطاقة والإرهاب والتنمية والهجرة السرية وهي ملفات مرتبطة ببعضها البعض، مما دفع بالاتحاد الأروبي إلى تخصيص 16 مليار يورو للفترة الممتدة ما بين 2014 و2020، يوجه ثلثها لدول الجنوب. وتطرح مشاركة إسرائيل أو على الأصح مشاركة الجزائر في مثل هذه المنتديات وجها لوجه مع إسرائيل، الموقف من التعاون بين الدول الأعضاء في قضايا جد حساسة، فضلا عن ملفات التنمية التي يراهن عليها الاتحاد الأروبي لوقف ظاهرة استقطاب الجماعات المسلحة لساكنة دول الجنوب خصوصا فئة الشباب منهم، وهنا نشير إلى أن دبلوماسيين إسبان تحدثوا أمس عن صعوبة كبيرة واجهتهم في عقد هذا الاجتماع غير الرسمي وهو الأول من نوعه منذ 2008، نظرا إلى تبعات النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، كما أشارت تقارير إعلامية إلى أن إسرائيل لن ترسل وزير خارجيتها وأن نائبه سيمثله في هذا الاجتماع، خصوصا مع التهديدات التي تطال المتطرف ليبرمان بالمتابعة القضائية من قبل ناشطين، إذ يتخوف الإسرائليون من إمكانية الإعلان عن متابعة قضائية بحقه من برشلونة، كما نشير إلى غياب سوريا عن الاجتماع، حيث تم وقف التعامل مع حكومة بشار الأسد في كافة المحافل الدولية، كما يتغيب الوفد الليبي أيضا بسبب الظروف الأمنية والسياسية الحاصلة هناك. وإذا كانت مشاركة الوفد التونسي والمغربي وحتى الليبي والمصري، لا تثير أي لغط سياسي أو إعلامي في اللقاءات الإقليمية التي تشارك فيها إسرائيل بحكم وجود روابط سياسية واقتصادية بين غالبية هذه الدول، فإن الأمر مختلف تماما بالنسبة للجزائر التي أعلنت في الكثير من المناسبات رفضها القاطع لأي تقارب مع إسرائيل التي ترفض التسوية السلمية للقضية الفلسطينية.