أحيا لبنان اليوم، الذكرى الأربعين لاندلاع الحرب الأهلية، بينما يشهد البلد توترات سياسية زادها عجز الفرقاء عن انتخاب رئيس جديد، والاستقطاب الحاد الناتج عن الصراع في الجارة سوريا. ودعت قيادات سياسية لبنانية بهذه المناسبة إلى تجنيب لبنان نيران الحروب الجارية في المنطقة، خاصة الحرب في سوريا. وقال زعيم تيار المستقبل النائب سعد الحريري، في تغريدة له بموقع تويتر للتواصل الاجتماعي، إن "لبنان لم يخرج من الحرب الأهلية ليدخل أتون الحروب العربية"، مضيفا "لن نسمح للحرب بأن تعود". وتابع الحريري أنه لا يمكن حماية لبنان من حرب أخرى ما لم تُقفل الأبواب في وجه الحرائق المحيطة ويتوقف اللبنانيون عن الذهاب إليها بأنفسهم، في إشارة إلى الصراع الدائر في سوريا منذ العام 2011. وكان الحريري دعا مرارا حزب الله اللبناني إلى التوقف عن القتال إلى جانب النظام السوري، بيد أن الحزب رد على دعوة الحريري ودعوات مماثلة بالقول إن وجوده في سوريا يحمي سورياولبنان معا. ومن جهته، دعا زعيم اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، في تغريدة على تويتر، الشباب اللبناني إلى تجنب العنف، ووصف الحرب الأهلية اللبنانية التي أنهاها اتفاق الطائف عام 1990، بأنها كانت حربا أممية. وتقام في هذه الذكرى أنشطة سياسية وثقافية ودينية للتأكيد على تمسك اللبنانيين بالسلم الأهلي ورفضهم ثقافة الحرب. وتجمع أمس في وسط بيروت ما يعرف ب"اللقاء الروحي" الذي يضم رجال دين لبنانيين مسلمين ومسيحيين من مختلف الطوائف. ودعا خطباء في هذا التجمع اللبنانيين إلى نبذ الطائفية والتطرف، وترسيخ ثقافة التعايش الديني الوطني. كما دعوا إلى التعجيل بانتخاب رئيس للجمهورية، مشيرين إلى المخاطر المحدقة بلبنان بسبب الأوضاع المضطربة في المنطقة. يذكر أن الحرب الأهلية اللبنانية التي اندلعت عام 1975 خلفت ما بين مائة ألف ومائتي ألف قتيل. ولا يزال آلاف اللبنانيين مفقودين، ويُعتقد أن عددا منهم معتقلون في سوريا أو توفوا في سجونها.