تركيا وإيران ترحبان في انتظار الموقف السعودي باشرت الجزائر اتصالات رسمية مع السعودية وتركيا وإيران حول مضمون مبادرة جديدة تتضمن وقف فوري للتصعيد العسكري وإطلاق حوار مباشر بين طرفي الأزمة اليمنية، تحتضنه العاصمة الجزائرية. وأشار مصدر ديبلوماسي ل"البلاد" أن مسودة المبادرة عرضت مبدئيا على الأطراف الفاعلة والمؤثرة في مجريات الأحداث في اليمن على غرار السعودية ومجلس التعاون الخليجي وإيران وتركيا والأمم المتحدة، حيث تنتظر الجزائر ردا من تلك الجهات لبحث جولة محادثات سياسية بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية والتوصل إلى اتفاق يُخرج اليمن من الأزمة الحالية. وتابع المصدر أن "الجزائر العاصمة ستستقبل مبعوثين ديبلوماسيين من تلك الأطراف لتحديد موقفها النهائي ودراسة تفاصيل بنود المبادرة المفتوحة لأي تعديل يمكّن من إيجاد مخرج سياسي مستعجل ينهي الاضطراب الأمني والاحتقان العسكري البلاد". من جهتها ذكرت وكالة الأناضول، استنادا لتصريحات مسؤول ديبلوماسي جزائري، أن أهم بند في المبادرة الجديدة هو "حوار مباشر بين الطرفين الأساسيين في الأزمة اليمنية"، وهما الحكومة الشرعية وحركة "أنصار الله" المسماة الحوثي وحلفائها. وحسب المصدر "عرضت الجزائر استضافة أطراف الأزمة اليمنية من الحكومة الشرعية وحركة أنصار الله، حيث أبلغت طرفي الأزمة الداخلية في اليمن عبر شخصية يمنية بارزة (لم يسمها المصدر) أنها على استعداد لرعاية مفاوضات بين الأطراف الداخلية في اليمن لإحلال السلام في هذا البلد"، من دون أن يوضح مواقف تلك الأطراف من العرض، لكن مصدرا عليما أكد لÇالبلاد" أن تركيا رحبت بالخطوة الجديدة وأعلنت عن طريق سفيرها في الجزائر استعدادها للتعاون مع الجزائر للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة في اليمن. وقال المصدر إن السفير التركي نقل رسالة شملت كافة الدول العربية المؤثرة في الحراك الجاري باليمن، تفيد بأن مهاما جسيمة تقع "تلك الدول وتركيا وإيران والمملكة العربية السعودية من أجل إيجاد حل سياسي في اليمن، وضمان وقف إطلاق النار، وإرسال مساعدات، وبدء مفاوضات تُفضي إلى نتائج، وتكوين نهج إداري في اليمن يشمل الجميع. وعن مضمون المبادرة الجزائرية، أفادت وكالة الأناضول أنها "تتضمن أن يكون الحوار بين أطراف الأزمة الداخلية في اليمن فقط وأن يقام على مبدأ احترام الشرعية الدستورية ومشاركة الأطراف الفاعلة في الساحة اليمنية في السلطة". وتابع المتحدث الديبلوماسي أن "وجود الجزائر كطرف محايد في الأزمة اليمنية، يعد بمثابة عامل طمأنة للقوى الإقليمية التي تمتلك تأثيرا على الساحة اليمنية وهما المملكة السعودية وإيران". وتأخذ المبادرة الجزائرية الجديدة في الحسبان تطور الوضع الميداني العسكري على الأرض في اليمن، حيث تراقب الجزائر حسب مصدرنا الدبلوماسي "تطور الموقف العسكري في اليمن، ويرفع خبراء عسكريون جزائريون تقارير يومية إلى كبار مسؤولي الدولة حول تطور الموقف العسكري في اليمن". وشدد المصدر ذاته على "أن التقارير الخاصة بتغيرات موازين القوى العسكرية على الأرض في اليمن مهمة جدا لصالح المبادرة السلمية الجزائرية". يشار إلى أن الجزائر دعت في تصريحات لمسؤوليها، خلال القمة العربية الأخيرة بشرم الشيخ المصرية، إلى تغليب لغة الحوار في اليمن وذلك عقب العملية العسكرية المسماة "عاصفة الحزم" التي أطلقتها المملكة العربية السعودية وحلفائها ضد جماعة الحوثي في اليمن.