في تمام العاشرة من ليلة هذا الخميس 16 أفريل 2015 أعطى الوزير الاول عبد المالك سلال باسم الرئيس بوتفليقة إشارة انطلاق تظاهرة " قسنطينة عاصمة للثقافة العربية في حفل ساهر بعاصمة الشرق الجزائري و امام جمع غفير من أعلام الثقافة العربية والسياسة و الفن يتقدمهم نبيل العربي الامين العام للجامعة العربية وعدد من وزراء الثقافة العرب و جمع غفير من السفراء المعتمدين بالجزائر. وخلال مراسم الاحتفال تلى مستشار رئيس الجمهورية محمد بن عمر زرهوني رسالة من الرئيس بوتفليقة. وجاء ضمن رسالة الرئيس ترحيبه بضيوف الجزائر في هذا اليوم المصادف ليوم العلم و الذي يوافق هذه السنة انطلاق تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية مذكرا قول قباني في مدينة قسنطينة " هي مدينة طائرة" ... وهي كذلك يقول الرئيس سواء سميت سيرتا أو قسنطينة فهي التي عاصرت اليونان ومصر وبلاد الرافدين ونضج في كنفها أعلام الجزائر على مر التاريخ... فلا عجب -يؤكد الرئيس بوتفليقة- أن تختارها منظمة التربية و العلوم العربية عاصمة للثقافة العربية 2015 لأنها عندما تبصرت في تاريخ قسنطينة أدركت ما حبلت به من أعلام الادب و الشعر والفن وما تجملت به من سير الابطال". وختم الرئيس بوتفليقة رسالته بالشكر لكل من جعل من المدينة منارة للعلوم والفكر و خص بالذكر العلامة عبد الحميد بن باديس و شهداء الثورة التي أنارت درب الاخوة العرب و الاصدقاء الافارقة على مر السنين التي تلت موجة التحرر من الاستعباد. بوتفليقة للشباب : يجب أن تحتفلوا بعيد العلم ... كل يوم و أكد الرئيس بوتفليقة في رسالته أنه وإن كان الأمير عبد القادر الجزائري أبرز شخصية أنجبتها الجزائر خلال القرن التاسع عشر فإنه بالمكان أن نقارن عبد الحميد ابن باديس به حيث يمكن القول أنه أبرز شخصية أنجبته الجزائر خلال القرن العشرين . كما ضمن الرئيس رسالته للمشاركين في حفل الافتتاح بخطاب للجيل الجديد حيث حثه على المثابرة و العمل على طلب العلم للرفع من مستوى العيش للجزائري حاثا إياهم أن يحيو العلم كل يوم ويجعلو له عيدا كل يوم . وفي نهاية خطابه وعد الرئيس جموع المشاركين بمحاولة إنجاح هذه التظاهرة بما يليق بالشعوب العربية و قال " مرحبا بكم بين ظهرانينا " و" إنني أعلن رسميا افتتاح تظاهرة " قسنطينة عاصمة الثقافة العربية ". وانطلق الحفل بكلمة افتتاحية لمحافظ التظاهرة السيد سامي الحسين بن الشيخ رحب فيها بالحضور و تمنى لهم مقاما كريما بالجزائر متمنيا أن تلقى التظاهرة إعجاب الجميع و أن تكون قسنطينةالجزائر قبلة للثقافة العربية و محدج المثقفين والادباء و الفنانين خلال السنة الجارية . ثم تلى السيد عز الدين ميهوبي رئيس المجلس الأعلى للغة العربية كلمة أثنى فيها على الدور الريادي الذي تبنته الجزائر منذ الاستقلال ضمن الوطن العربي و في ضوء قيم الأخوة و الذود عن الخوة العرب دون هوادة و الحفاظ على الهوية العربية من منظور تبني إرث الأجداد. من جانبه، أكد رئيس المنظمة العربية للثقتافة والعلوم على كون الجزائر بشكل عام منارة للأخوة العربية وهي بتنظيمها هذا الحدث الاقليمي الهام إنما تؤكد تمسكها بهذا الوطن العربي مؤثرة ومتأثرة به. نبيل العربي : الجزائر قادرة على أن تكون قاطرة للثقافة العربية وقبل أن يعلن الوزير الاول انطلاق التظاهرة بشكل رسمي صعد نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية المنصة ليلقي كلمة شرفية أثنى فيها على الجزائر بشكل عام وقسنطينة مدينة الصخر العتيق خاصة مؤكدا قدرة الجزائر كما عهدها إخوانها العرب أن تكون نبراسا للثقافة العربية وختم قوله بنظم من الشيخ عبد الحميد بن باديس " شعب الجزائر مسلم وإلى العروبة ينتسب". و كان الوزير الأول عبد المالك سلال قد شرع هذا الخميس في زيارة عمل بقسنطينة يشرف خلالها على مراسم الافتتاح الرسمي لتظاهرة "قسنطينة عاصمة للثقافة العربية لعام 2015" باسم رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة. وبالمناسبة دشن سلال القاعة الشرفية الجديدة لمطار محمد بوضياف الدولي ذات المستويين و الممولة من ميزانية ولاية قسنطينة و التي تشبه الطائرة في شكلها المستوحى من الطراز العربي الإسلامي و المزخرفة بمواد نبيلة والتي تطلبت استثمارا عموميا ب 300 مليون دج. بعدها دشن الوزير الأول بقصر الثقافة مالك حداد صالونا وطنيا للصناعة التقليدية و الحرف ينظم في إطار تظاهرة "قسنطينة عاصمة للثقافة العربية لعام 2015" حيث يقام هذا الصالون الذي يبرز التراث الحرفي الثري للبلاد ببهو قصر الثقافة الذي خضع لعملية إعادة تأهيل و تجديد على مستوى الهيكل و كذا التجهيزات الصوتية و معدات الإنارة. و قد اكتسى هذا الصرح الثقافي وجها جد جذاب و أضحى أيضا أكثر وظيفية بفضل عملية تحديث و تنظيم هامة لعديد الفضاءات و تم القيام بعملية إعادة التأهيل التي شرع فيها في يناير 2014 برخصة برنامج تمهيدية ب360 مليون د.ج إضافة إلى عملية إعادة ترتيب ب140 مليون د.ج خلال أقل من سنة كما يتضمن هذا الصالون الذي دشنه السيد سلال و الذي يشارك فيه إلى غاية 21 أفريل الجاري عارضين قدموا من 25 ولاية على وجه الخصوص عينات من الألبسة التقليدية لمختلف مناطق الوطن و حلي و أواني نحاسية منقوشة بعناية و أطباق تقليدية و أواني فخارية إضافة إلى لوحات تبرز ثراء تراث الجزائر العميقة. ثم قام سلال في قصر الثقافة محمد العيد آل خليفة بتدشين ثلاثة معارض أحدها مخصص للوحات الرسام الراحل كمال نزار قبل تدشينه فندق السلسلة العالمية ماريوت. و قد أبدى سلال الذي زار مختلف هياكل قصر آل خليفة الذي خضع لعملية إعادة تأهيل هامة غيرت شكله تماما و أضفت عليه مظهرا جد خلاب اهتماما كبيرا بلوحات نزار و هو فنان بارع معروف على وجه الخصوص بثلاثيته المعروفة و هي مجموعة "جوهر" و "انفجار" و "قوس قزح". كما دشن الوزير الأول معرضين آخرين الأول مخصص للمخطوطات العتيقة و الثاني ل"مدينة سيرتا و الممالك النوميدية". ثم دشن فيما بعد فندقا ب"5 نجوم" يحمل علامة السلسلة الفندقية الدولية ماريوت هوتيلز أند ريزورتس.