حل صباح أمس بالعاصمة السورية دمشق، الفوج الثاني من الوفد الجزائري المشارك في قافلة ''شريان الحياة ''5 التي ستحمل مساعدات إنسانية إلى سكان قطاع غزة المحاصر إسرائيلياً منذ أربع سنوات· وكان الوفد الذي يرافقه 62 شخصية ضم برلمانيين وسياسيين ورجال أعمال وإعلاميين، إضافة إلى نشطاء شاركوا في أسطول الحرية السابق الذي استهدفته إسرائيل بالعدوان في عرض المياه الدولية، قد انطلق صبيحة أمس في حدود الساعة الثالثة فجرا من مطار هواري بومدين الدولي مباشرة باتجاه مطار دمشق لينتقل بعدها برا إلى مدينة اللاذقية الواقعة شمال غرب العاصمة السورية على مسافة 500 كلم، ليكتمل بذلك تعداد الوفد الجزائري المشكل من 117 مشاركا بعد التحاق بقية الوفد بالفوج الأول الذي نزل قبل يومين بمدينة اللاذقية استعدادا لانطلاق القافلة من مينائها نحو الأراضي المصرية·وخلافا لما كان مبرمجا لم يحظ الوفد الجزائري باستقبال رسمي من طرف محافظ دمشق كما سبق للمنظمين أن وعدوا بذلك، وهو ما أثار حفيظة المشرفين على البعثة الجزائرية خصوصا أن وفدي أوروبا والمشرق العربي كانا قد خصا باستقبال رسمي وشعبي حافل بعد دخولهما الأراضي السورية عبر الحدود التركية والأردنية، على الرغم من أن المشاركة الجزائرية تعد الأكبر ضمن جميع الوفود الأخرى التي لم تتجاوز مجتمعة عتبة 200 مشارك و90 سيارة شحن محملة بالمساعدات والمواد الغذائية الموجهة لسكان القطاعئ ·وعن موعد انطلاق القافلة نحو ميناء العريش المصري لدخول قطاع غزة عبر معبر رفح، علمت ''البلاد'' من مصادر قريبة من الحملة الأوروبية المشرفة على تسيير القافلة، أن تاريخ الخامس من أكتوبر الذي حدد كموعد للإبحار من ميناء اللاذقية قد أجل إلى موعد آخر غير محدد· وأرجعت المصادر سبب هذا التأخر إلى عدم توصل الجهات المشرفة بعد إلى استئجار السفينة التي ستحمل المتضامنين وشحن المساعدات بحرا نحو ميناء العريش، في حين لم تذكر هذه الأخيرة الأسباب الكامنة وراء حصول هذا التأخير ما يجعل التكهن بموعد انطلاق ''شريان الحياة ''5 صعبا في الوقت الراهن·وفي السياق ذاته، كشفت المصادر نفسها عن وجود لقاء مغلق سيتم اليوم بسفارة القاهرة في دمشق يجمع مسؤولين من وزارة الخارجية المصرية بوفد من المشاركين في القافلة يضم رئيسها كيفن كراولي مساعد النائب البريطاني السابق جورج غالاوي وزاهر البيراوي المتحدث باسم القافلة وأحد منظميها، إضافة إلى ممثلي الوفود الأخرى· ومن المقرر أن يبحث المجتمعون منح الإدارة المصرية موافقتها وترخيصها لعبور القافلة، وهو القرار الذي في حال إن تم فإنه سيسهل كثيرا من مأمورية المتضامنين مع غزة·من جهته، أعلن رئيس الوفد الجزائري، عبد الرزاق مقري، عن عقد ندوة صحفية ظهر اليوم بالعاصمة السورية ينشطها النائب البريطاني السابق جورج غالوي، حيث من المقرر أن يكشف مزيدا من التفاصيل عن مصير القافلة وتطورات خط سيرها في ظل وجود إصرار مصري على منع وصول المساعدات إلى مبتغاها لأسباب متعددة·