اعتبرت جريدة'' الفاينانشل تايمز'' البريطانية، في عددها الصادر أمس، أن الجزائر من بين أكثر الدول في العالم هشاشة من حيث تحقيق الأمن الغذائي، نظرا لطلبها المتزايد على المنتجات الغذائية في الأسواق العالمية،حيث صنفت الجزائر في المرتبة الثالثة مباشرة بعد بنغلادش والمغرب · واعتمدت ذات الجريدة في موضوعها ''الفجوة بين الدول الغنية والآخرون''، على التقرير الأخير الصادر عن بنك ''نومورا'' تحت عنوان ''الزيادة المقبلة في أسعار المواد الغذائية''، والذي شمل 80 دولة من مختلف أرجاء العالم، حيث واعتبر القائمون على الدراسة أن الدول التي تشهد ارتفاع متواصل في الطلب على الغذاء على غرار الجزائر، تملك ''أسواق ناشئة أكثر ضعفا؛، الأمر الذي يجعل منها أسواق وصفته - بالآمنة - للمصدريين الكبار كالأرجنتين·وأشارت الجهة التي قامت بإعداد هذا التقرير إلى أن الإنفاق الحكومي الوطني على المواد الغذائية بلغ 53 بالمائة من إجمالي الإنفاق على الموارد الاستهلاكية، وهو ما يظهر مدى التبعية للخارج في توفير هذه المواد· ومن جانب آخر قال رئيس الديوان الوطني للحبوب، وفي وقت سابق، أن ''الجزائر تمتلك محزونات كافية من القمح بنوعيه الصلب واللين''، مضيفا ''أن الجزائر لن تستورد أي كميات جديدة من هذه المنتجات قبل نهاية العام الحالي''، ومنه يمكن للجزائر أن تستغني إلى حد ما عن الخارج في تلبية الطلب الداخلي من هذه المواد·وأظهرت إحصائيات صادرة عن وزارة الزراعة أن محصول الحبوب هذا العام بلغ 56,4 مليون طن، حيث يشمل 04,2 مليون طن من القمح الصلب و92,0 مليون طن من القمح اللين و5,1 مليون طن من الشعير·تجدر الإشارة إلى أن الجزائر وحتى وقت قريب بلغت أعلى مستوياتها من حيث استيراد هذه المواد، اذ احتلت خامس أكبر مستورد للحبوب في العالم، ومع ذلك تمكنت من إنتاج محصولا قياسيا بلغ 1,6 مليون طن العام الماضي·