يسعى المجمع الوطني للنفط والغاز "سونطراك" للعودة بقوة إلى السوق الأمريكية، بعد أن تضاءلت صادرات النفط الجزائرية إلى الولاياتالمتحدة إلى مستويات صفرية عبر إصدار مزيج جديد من النفط يكرر في فنزويلا بالموازاة مع "صحاري بلند" المكرر في المصافي الجزائرية. وعلمت "البلاد" من مصادر داخل المجمع أن سونطراك بصدد ترسيم اتفاق جديد مع الشركة الوطنية الفنزويلية "بتروليوس دي فنزويلا"، المختصة في إنتاج المواد النفطية والتابعة للقطاع الحكومي يسمح بإنشاء "مزيج جديد من خامات البلدين يستهدف في مرحلة الأولى فرص التسويق في السوق الأمريكية". وأضاف المصدر ذاته أن المحادثات بين سونطراك و"بي دي في أس آي" " استمرت منذ أشهر "، مؤكدا في هذا الصدد أن "المحادثات التي يشرف عليها المدير العام لشركة سونطراك سعيد سحنون شخصيا قد توجت في نهاية شهر فيفري الماضي باتفاق مبدئي لمبادرة لمزج نفط البلدين وإصدار منتوج جديد"، وسيتم ذلك عبر ربط " علاقة هيكلية " بين المجمعيين الحكوميين بإنشاء مؤسسة مشتركة، حيث لايقتصر الاتفاق على مجرد تسويق المعروض من النفط"، قبل أن يضيف "والآن، الجانبين يتطلعان إلى إضفاء الطابع الرسمي على الاتفاق"، وعاد مصدر "البلاد" ليوضح أن "دور المؤسسة الجديدة المحتملة سيكون مزج نفط البلدين وتسويقه في الأسواق العالمية"، مضيفا "من الممكن أن نجد أسواقا مهتمة بما في ذلك الولاياتالمتحدةالأمريكية" . وتسعى الجزائر من خلال هذا الاتفاق إلى العودة بقوة إلى سوق الولاياتالمتحدة الأمركية بعد أن فقدت حصصها هناك بسبب طفرة الغاز الصخري في أمريكا. وتظهر بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية تقلص واردات الولاياتالمتحدة من النفط الخام الجزائري إلى 29000 برميل في اليوم في عام 2013، مقارنة ب 443000 برميل في اليوم سجلت سنة 2007. وكانت فنزويلا قد استوردت أول شحنة من البترول الجزائري الخفيف "صحاري بلند" شهر أكتوبر من العام الماضي بلغت طاقتها 2 مليون برميل، كان من المتوقع أن تستخدم لتخفيف إضافي للنفط الخام الفنزويلي الثقيل. ويرتكز إنتاج النفط الفنزويلي أساسًا على منطقة ÇأورينوكÈ، ولكن النفط المستخرج ثقيل ويتطلب تكريرًا معقدًا يتم على أساس عقود أبرمت بين الشركة الفنزويلية العمومية "بي دي في أس آي" والمجموعات الدولية "حيثي وشوفرون وريبسول"، لكن هذه العقود ليست عملية، مما يدفع فنزويلا إلى اللجوء إلى النفط الخفيف، وأفضل النفط الموجود في السوق والمتاح هو صحاري بلند الجزائري. وكانت فنزويلا تعمد إلى مزج نفطها الثقيل بمادة النافطا، لكن تكلفتها أصبحت مرتفعة بالنسبة للشركة الفنزويلية، حيث تضاعفت أسعارها مع انخفاض سعر النفط. وعليه بات استيراد كميات من النفط الخفيف هو الحل الأمثل لمزجه بالنفط الثقيل الفنزويلي.