رئيس الجمهورية يتعهد بتنمية المناطق الداخلية للبلاد أكد رئيس الجمهزرية عبد العزيز بوتفليقة، أن المطالب التي رفعها شباب الجنوب المتمثلة في توفير مناصب شغل "مشروعة"، داعيا أياهم إلى الوقوف في وجه كل من تسول له نفسه زرع "الفرقة" بين أفراد الشعب الجزائري، ومراهنا على أن الأجيال الصاعدة في ولايات الجنوب، على غرار نظيرتها في الشمال، قائلا "ستقف هي الأخرى في وجه جميع من تسول لهم أنفسهم زرع الفرقة في صفوف الشعب الجزائري الذي صهرته ووحدته محن مقاوماته الأزلية وكفاحه البطولي من أجل الاستقلال". وفي رسالة وجهها إلى العمال الجزائريين أمس بمناسبة إحياء اليوم العالمي للعمال، ذكّر الرئيس ب "المقاومة البطولية التي قام بها سكان الجنوب من أجل إحباط المخططات الرامية إلى فصل الصحراء الجزائرية عن بقية الجزائر غير القابل للتجزئة". وأشار إلى أن الاتحاد العام للعمال الجزائريين "سيوفق بمعية الحكومة ومنظمات أرباب العمل في جعل الارتقاء بالتنمية في هذه المناطق غاية من غايات مداولات الثلاثية ومبتغى من مبتغيات العقد الاقتصادي والاجتماعي للنمو"، وأضاف أن الجهود التي تبذلها الدولة لتعزيز المنشآت القاعدية والتنمية البشرية "تظل غير كافية ما لم يواكبها إنشاء للثروة ولمناصب الشغل يتناسب مع حجم القدرات التي تزخر بها هذه المناطق"، وهو الهدف الذي ربطه أيضا بتجسيد "ما ينتظره شباب هذه المناطق التواق إلى الشغل وإلى تثمير مكاسبه العلمية وكفاءاته ومن ثمة إلى اندماجه الاجتماعي". كما حيا بالمناسبة بطولة العمال الجزائريين الذين خاضوا منذ الاستقلال معركة إعادة إعمار البلاد، مبرزا المكاسب الاجتماعية التي تحققت طوال هذه الفترة. وعبّر بوتفليقة قائلا: "أنحني إجلالا لبطولة العاملات والعمال الذين خاضوا منذ فجر الاستقلال معركة إعادة إعمار البلاد في جميع القطاعات بوسائل ضئيلة، وبإيمان لا يتزعزع بمستقبل الجزائر، مشيرا إلى أن السنوات التي مرت منذ ذلك العهد تخللتها إنجازات هامة تحققت بفضل جهود المجموعة الوطنية كلها، والتي نتج عنها تقدم ملحوظ في مجال ترقية الحقوق والمكاسب الاجتماعية، منوها بما منحته الدولة للفئة العمالية قائلا: "العمال استفادوا في القطاع الاقتصادي وقطاع الوظيف العمومي على حد سواء، من مكاسب هامة إثر رفع أجورهم، كما عرف المعاشات ومنح التقاعد هي الأخرى تحسنا متواصلا نتيجة للزيادات المطبقة في إطار القانون أو بصفة استثنائية". وشدد رئيس الجمهورية على أهمية الحوار الاجتماعي الذي يجمع الحكومة والشركاء الاجتماعيين والاقتصاديين ونوعيته، موضحا بأنه أثمر في فيفري 2014، عن إبرام عقد اقتصادي اجتماعي للنمو أصبح، مرجعا في مجال الشراكة الإستراتيجية حول أهداف وأعمال تباشر بالاشتراك قصد تحقيق التنمية، داعيا العمال إلى "مواصلة العمل من أجل تجسيد هذا العقد الذي يتوخى على الخصوص توطيد دعائم الحكم الراشد وتعزيز قدرات تسيير التنمية المستدامة الوطنية وتسريع مسار الإصلاحات الاقتصادية من أجل إعطاء دفع للتنمية في البلاد"، كما أشاد بدور الاتحاد العام للعمال الجزائريين في في الحفاظ على أداة الإنتاج الوطني، بالتعاون مع المؤسسات العمومية والخاصة، من خلال سعيه إلى خلق المزيد من الثروة ومناصب الشغل. وشدد بوتفليقة، على دورا العمال في تجسيد سياسة الدولة الجديدة في تحسين الإنتاج الوطني وتوسيع العرض بهدف تخفيض الاستيراد، مشيرا إلى أهمية استعادة السوق الداخلية، والتوجه نحو الاستثمار في الأسواق الخارجية.