أكد وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة هذا الجمعة بليفينغستون (زامبيا) أن إفريقيا "لن تفقد الأمل في فرض مطالبها لاسيما تلك المتعلقة بإصلاح مجلس الأمن الأممي وحق القارة الإفريقية في منصبين دائمين مع حق الفيتو". وشدد وزير الخارجية الجزائرية على هامش أشغال الاجتماع الوزاري التحضيري لقمة لجنة ال10 للاتحاد الإفريقي حول إصلاح مجلس الأمن أن الدول الإفريقية تطالب ب"دمقرطة" الأممالمتحدة لاسيما بجعل مجلس الأمن يتسم بأكثر مصداقية من خلال تمثيل كاف لكل مناطق العالم. وأوضح لعمامرة أن مطلب الدول الإفريقية "شرعي" بالنظر --كما قال-- للأزمات الكثيرة التي تشهدها القارة، مؤكدا على الرغبة والإرادة القوية لقادة إفريقيا في المساهمة في حل المشاكل المرتبطة بالأمن والسلم في العالم. ونوه لعمامرة في هذا الصدد بدور الجزائر على الساحة الدولية، مبرزا "الثقة الكاملة" جربتها التي تتمتع بها من طرف أعضاء الإتحاد الإفريقي. وبعد أن ذكر بمواصلة الجزائر لجهودها في إحلال الأمن والسلم في إفريقيا والعالم، أكد لعمامرة أن لجنة العشرة تعد من الهياكل الفاعلة في الاتحاد الإفريقي بالنظر الى رغبة أعضائها في إقناع بقية دول العالم على ضرورة أن تأخذ بعين الاعتبار المصالح المشروعة للقارة الإفريقية. وما فتئت إفريقيا تندد منذ سنين ب"الظلم التاريخي" الذي تتعرض إليه من خلال حرمانها من شغل مقعد بمجلس الأمن الأممي كعضو دائم يتمتع بحق الفيتو و توسيع عدد مقاعد الأعضاء غير الدائمين. و يعتبر القادة الأفارقة أن أغلب الملفات التي تتم معالجتها من قبل مجلس الأمن تمت بصلة مباشرة مع قارتهم و من هنا تتجلى ضرورة إصلاح مجلس الأمن كي يصبح أكثر واقعية و تمثيلا" للإرادة الدولية. و لتحقيق هذا الغرض دعا رؤساء الدول الأفارقة إلى تمثيل قارتهم ضمن مجلس الأمن من خلال سبعة أعضاء من بينهم اثنين دائمين يتمتعان بحق الفيتو و هو مطلب تم إقراره سنة 2005 من خلال "اتفاق ايزولويني" ليتم ضمان مشاركة "أكثر إنصافا و توازنا و تمثيلا" لإفريقيا ضمن مجلس الأمن الأممي و لكي يتسنى للقارة لعب دورها "على أكمل وجه" في ترقية السلام في العالم. وتريد إفريقيا أن يتم تمثيلها "بشكل تام" على مستوى كل هيئات اتخاذ القرار التابعة للأمم المتحدة لا سيما مجلس الأمن باعتباره الهيئة الرئيسية لاتخاذ القرارات الأممية فيما يتعلق بمسائل السلام و الأمن الدوليين. تعتبر إفريقيا أن معايير انتقاء الأعضاء الأفارقة ضمن مجلس الأمن أمورا داخلية تندرج ضمن صلاحيات الاتحاد الإفريقي و يجب أن تأخذ بعين الاعتبار طبيعة و قدرة تمثيل الدول التي يتم اختيارها. وستعكف قمة العشر رؤساء دول و حكومات الاتحاد الإفريقي المقررة هذا السبت بليفينغستون (زامبيا) على تقييم المسار الذي تمت مباشرته من أجل إصلاح الأممالمتحدة على ضوء "تكثيف" المشاورات الحكومية تحسبا لإحياء الذكرى ال70 لتأسيس منظمة الأممالمتحدة.