مواقع ليبية تنشر صور جوازها وتنقل عنها تصريحات وحوارات في ظروف غامضة شرعت السلطات الأمنية والقضائية الجزائرية، في التواصل مع نظيرتها الليبية بخصوص ما يقول الإعلام الليبي إن جهاز مكافحة الإرهاب في بنغازي قد وضع يده على خلية لتجنيد جزائريين للالتحاق بتنظيم "داعش" الإرهابي في ليبيا تقودها فتاة من ولاية المدية تدعى خيرة عيسى الديلمي. أكد مصدر مطلع ل"البلاد" أمس، أن السلطات القضائية تكون قد التمست إصدار إنابة قضائية إلى السلطات القضائية في ليبيا بخصوص اعتقال رعية جزائرية يشتبه في انتمائها لتنظيم إرهابي. وتابع المصدر إن "النيابة المختصة التمست من قاضي التحقيق المختص بالملف إصدار إنابة قضائية إلى السلطات القضائية في بنغازي للتعرف أولا على هوية المقبوض عليها التي نشرت وسائل إعلام ليبية نسخة من جواز سفرها وموافاة السلطات القضائية الجزائرية من قبل نظيرتها الليبية بكل المعلومات والتفاصيل عن هذه القضية". ويأتي ذلك في سياق تصريحات لمسؤول الدوريات والتمركزات الأمنية بجهاز مكافحة الإرهاب المقدم على عمران العرفى، الذي قال أمس الأول إن القنصلية الجزائرية أرسلت مندوبًا لها فى بنغازي للاستفسار والاطلاع على التحقيقات الأمنية والقضائية الجارية عن خيرة عيسى الديلمي، التى ألقي القبض عليها من قبل جهاز مكافحة الإرهاب بشبهة انتمائها لتنظيم "داعش". وذكر العرفى في تصريح للموقع الإخباري الليبي "بوابة الوسط" أن الجهاز لم يُفصح للمندوب عن معلومات بشأن التحقيقات مع خيرة أو الأجانب الذين يُشتبه في انتمائهم لتنظيم "داعش"، باستثناء التهمة الموجهة إليها، وما يُفيد إثبات جنسيتها. وهو ما يعني أن السلطات التي تدير التحقيق في هذه القضية ترفض التعاون حول تفاصيل الملف بشكل يثير مزيدا من الغموض حول ما تدّعي السلطات الليبية أنها خلية لتجنيد جزائريين للقتال في صفوف التنظيمات الإرهابية في ليبيا التي تشهد اضطرابا أمنيا غير مسبوق. وادّعت "بوابة الوسط" نقلا عما تصفه ب«المصادر المتطابقة" أن عددًا من الجزائريين المنضمين لصفوف تنظيم "داعش" قتلوا الأسبوع الماضي في اشتباكات دارت بين التنظيم وقوات الجيش بدعم من شباب أحياء بنغازي، مما جعل المحققين حسب نفس المصدر يربطون بين المواجهات وقدوم المدعوة "خيرة" الجزائرية، إذ يعتقدون بوجود علاقة بينها وأحد القتلى، أو أنها قد تكون من النساء اللاتي تم تجنيدهن عبر شبكات التواصل الاجتماعي. والغريب أن نفس الموقع الإخباري الليبي الذي نشر تفاصيل القضية زعم أن الموقوفة خيرة عيسى الديلمي اعترفت بأنها دخلت الأراضي الليبية قادمة من الجزائر قبل أسبوع في اتجاه مدينة بنغازي، لمناصرة "جنود الخلافة" على أمل أن تحظى ب«الشهادة"! وأشار الموقع الليبي إلى أن خيرة عيسى ديلمي، البالغة من العمر 36 عامًا تحمل جنسية جزائرية ودخلت الأراضي الليبية عبر منفذ رأس إجدير الحدودي الليبي مع تونس في الأول من شهر ماي الجاري، قادمة من ولاية المديّة. وفي اعتقادها، كما أفصحت ل«بوابة الوسط" التي نشرت صورتها ونسخة من جواز سفرها البيومتري أنَّها "ستجاهد في سبيل الله مع مَن سمتهم "جنود الخلافة"، وأنَّها ستقدِّم الدعم والمساعدات للمقاتلين في بنغازي". ولم يذكر الموقع مناسبة لقائها ولا ملابسات التحاور معها حول ملف الإرهاب ولا كيفية إلقاء القبض عليها ولا الظروف التي جرت فيها عملية الاعتقال بشكل أضفى مزيدا من الغموض حول هذه القضية.