قتلى وجرحى من قوات خليفة حفتر في اشتباكات بنغازي قرر الاتحاد الأوروبي أمس، إقرار مهمة غير مسبوقة تقضي بنشر سفن حربية وطائرات مراقبة تابعة للجيوش الأوروبية قبالة سواحل ليبيا، التي باتت المركز الرئيسي لحركة تهريب المهاجرين. وتهدف العملية إلى "كسر" أنشطة المهربين، الذين يستغلون يأس المهاجرين المستعدين للقيام بأي شيء من أجل عبور المتوسط أملا في الوصول إلى أوروبا، بعد شهر على حادث غرق أوقع 800 قتيل. وتتطلب العملية موافقة الأممالمتحدة بعد أن تقر رسميا بعد ظهر الاثنين من قبل وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي ال28 بعد اجتماع مع وزراء الدفاع في بروكسل، ولن يتم إطلاقها فعليا إلا في جوان المقبل. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، لدى وصولها إلى الاجتماع، أن العملية ستسمح "بتفكيك الشبكات التي تقوم بالاتجار بالبشر في البحر المتوسط". ويخضع الاتحاد الأوروبي، المتهم بعدم التحرك بل بعدم الاكتراث حيال مشكلة الهجرة غير الشرعية، لضغوط شديدة مع تعاقب الحوادث المأساوية في البحر المتوسط، بسبب تزايد أعداد المهاجرين هذه السنة. وتقضي المهمة أولا بمهاجمة السفن التي يستخدمها مهربو المهاجرين المسلحون لجر المراكب المتهالكة المحملة بمئات المهاجرين إلى عرض البحر، قبل أن يتركوها تائهة في المياه. كما تقضي المهمة بمنع المهربين لاحقا من استعادة المراكب التي يتم ضبطها، إذ لم يترددوا في فتح النار على خفر السواحل الإيطالي لاسترجاع هذه المراكب. ويطالب الأوروبيون حرصا منهم على "احترام القانون الدولي"، بصدور قرار من مجلس الأمن الدولي يدعم تحركهم، وقالت موغيريني بهذا الصدد "لم ألحظ أي معارضة سياسية كبرى" للعملية. من ناحية أخرى، أعلنت وزارة الخارجية التونسية أمس، أنها تسعى للتفاوض من أجل إطلاق سراح 172 من رعاياها احتجزتهم ميليشيا فجر ليبيا ردا على توقيف أحد زعمائها في تونس. وأوضح وزير الدولة التونسي المكلف بالشؤون العربية والإفريقية تهامي عبدولي "سنحاول بذل الجهود من أجل حل المشكلة سياسيا، أنا متفائل ونتابع المسألة في وزارة الخارجية عن كثب وسأتولى الملف"، وذلك بعد احتجاز 172 تونسيا على الأقل في طرابلس. وكان القنصل العام التونسي في ليبيا إبراهيم الرزقي قد أكد في تصريح لإذاعة جوهرة "اف ام" التونسية أن مليشيات مسلحة تابعة لقوات فجر ليبيا، تسمى بكتيبة "المدفعية والصواريخ" قامت يوم السبت باحتجاز حوالي 172 عاملا تونسيا في طرابلس. وأضاف الدبلوماسي التونسي في ليبيا، بأن هذا الاحتجاز جاء كردة فعل على احتجاز قيادي لقوات فجر ليبيا في أحد المطارات التونسية. وفي تطور آخر، قتل خمسة وأصيب 11 من قوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، في مواجهات مسلحة مع مقاتلي مجلس شورى ثوار بنغازي، في عدة محاور عسكرية بأنحاء متفرقة من المدينة. وأكدت مصادر طبية بمركز بنغازي الطبي أن اثنين من القتلى قائدان ميدانيان بارزان أحدهما ضابط برتبة رائد، ومن بين الجرحى قائد كتيبة عزمي البرغثي المقاتلة مع قوات حفتر. وكانت الاشتباكات المسلحة قد تجددت في عدة مناطق بمدينة بنغازي بين قوات حفتر وقوات مجلس شورى ثوار بنغازي.