ركزت المتدخلات خلال أشغال اليوم الأول من ملتقى ''راهن وآفاق الكتابة النسوية'' الذي تنظمه المفوضية الأوروبية بالجزائر والوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي بالمعهد العالي للموسيقى في العاصمة وتشارك فيه كاتبات من 15 دولة، على صدى الصوت النسوي في الأدب ''الأورو مغاربي''. وعاجلت الباحثة وردة أنسيغاوي ثلاثة نماذج لكاتبات جزائريات مغتربات وهن آسيا جبار وفاطمة آيت منصور ومليكة مقدم، حيث تطرقت إلى الظروف التي عاشتها كل كاتبة. مؤكدة أن البيئة الأمازيغية التي نشأت فيها فاطمة آيت منصور ونهلها من العلم والمعرفة؛ جعلا منها كاتبة متميزة، كما أنها تعتبر أول امرأة إفريقية متعلمة وتركت كتابا من مائتين وعشرين صفحة بعنوان ''قصة حياتي'' سردت عبره معاناتها هي ووالدتها كونها ابنة غير شرعية لم يتجرأ والدها على الاعتراف بها في مجتمع لا يغفر ''خطيئة'' كهذه ولا يرحم ''ثمرتها'' مما أدى بها إلى الارتماء في أحضان ميتم أسسه ''الآباء البيض'' فاعتنقت المسيحية وكان هذا سببا آخر لمعاناتها. وعن الروائية مليكة مقدم، تناولت أنسيغاوي ما استعرضته في كل رواياتها من صور عن سيرة الفتاة الجزائرية التي عايشت احتلال فرنسا للجزائر وحملت أحلام محيطها في جزائر حرة بذاكرة مجروحة. وفي ذات السياق، اعتبرت المتحدثة أن الروائية آسيا جبار زاوجت بين نضال المرأة في سبيل حريتها واستقلالها وبين النضال الوطني السياسي في سبيل نيل الجزائر استقلالها، وهو ما جعلها تعتلي أرقى المراتب العلمية والأدبية وتصنف ضمن أشهر الروائيات في إفريقيا الشمالية وأول شخصية مغاربية تصل لعضوية أكاديمية اللغة الفرنسية. من ناحية أخرى، عادت الكاتبة التشيكية ''تريسا بوكوفا'' إلى الحديث عن تجربتها الأدبية موضحة أن انشغالها بتربية الأبناء أخر في انتشارها وأن معارضتها للنظام انعكس على كتاباتها التي كانت دائما على صلة بمجتمعها، بينما استعرضت الشاعرة زينب الأعوج تجربة النساء الكاتبات في الخليج والجزيرة العربية مع النوادي والمحافل الأدبية؛ وكيف أعيد إحياء هذه التجربة التي وصفتها ب''الجميلة'' لاستحداث جسور للتواصل بين الكاتبات العربيات وإتاحة الفرصة لاكتشاف الأصوات الجديدة والمتميزة وإعطائها فرصة لنشر إبداعاتها. وتناقش أشغال اليوم الثاني من الملتقى عدة محاور متصلة بالكتابة النسوية من بينها ''قصص الحياة'' و''الخيال والشعر في مساهمة المرأة في الفكر''، وذلك بمشاركة رموز الأدب النسوي المغاربي أمثال التونسية عزة فيلالي والمغربية رشيدة المداني والجزائريات مايسة باي وفاطمة بخيت ونادية سبخة أمين، إلى جانب الروائية النمساوية ''أنا كيم'' والبلجيكية ''فرنسواز لا لوند'' والإسبانية ''إلينا ميدال'' والفرنسية ''فابيان كانور'' و''كارين بالم'' من السويد.