35 ألف إمام سيشرفون على توزيع الإعانات مع الهلال الأحمر على 40 ألف محتاج قرر الهلال الأحمر الجزائري بالتنسيق مع وزارة الشؤون الدينية ووزارة الداخلية في إطارة الإستراتيجية الجديدة للهلال، إشراك الأئمة في توزيع 40 آلاف قفة هذا العام من أجل تفويت الفرصة على التلاعب بالعمل الخيري وتحويل المساعدات للمحتاجين عن وجهتها. غير أن الوزارة التي أعلنت عن تجنيد 35 الف إمام لم تحدد بعد آليات مشاركة الأئمة في هذه العملية. ووضعت الحكومة برنامجا خاصة لشهر رمضان وقفة المعوزين والتي عرضت أمام رئيس الجمهورلاية خلال الاجتماع الوزاري الأخير، حيث شدد الرئيس على احترام العائلات المعوزة والحرص على شفافية العملية التضامنية ووقف عمليات النهب والتحايل باسم قفة رمضان، وقامت وزارة الداخلية تطبيقا لهذه التعليمات بإشراك الولاة بتوزيع قفة رمضان بالتنسيق مع الأميار بعد أن اقتصر الأمر سابقا عليهم. وقد جاء تحرك الجهة الوزارية على خلفية الشكاوى العديدة والتقارير السوداء التي رفعتها العديد من العائلات المعوزة تفيد بتحايل السلطات المحلية وتلاعبها بالملايير المخصصة للتضامن مع هذه الشريحة، كما تم تجنيد لجان أمنية لمتابعة توزيع قفة رمضان حسب ما أكدته مصادر موثوقة. وفي هذا السياق فإن قفة رمضان هذا العام ستكون مختلفة عن السنوات الماضية بحيث سيتم إشراك الأئمة في عملية توزيع الإعانات، سواء من خلال المرافقة، أو من خلال جرد وإحصاء العائلات المعوزة، حيث سيعتمد الهلال الأحمر الجزائري في توزيع 40 ألف إعانة الفائدة العائلات المحتاجة في شهر رمضان على الأئمة بعدما أبرم اتفاق مع وزارة الشؤون الدينية يرمي الي إحصاء عدد الفقراء في ظل غياب بطاقية وطنية، وذلك من باب إضفاء مصداقية على العملية. وأوضحت المكلفة بالإعلام في وزارة الشؤون الدينية أن الوزارة ستعمد على تجنيد أئمتها هذا العام في مختلف العمليات التضامنية خلال شهر رمضان، بما يسمح بوضع الجهات المعنية من مختلف القطعات في الصورة حول وضعية العائلات المحتاجة، كما ستركز عمل الأئمة بشكل كبير في الأحياء والمدن النائية ورغم أن شهر رمضان لم يعد يفصلنا عنه إلا أيام قليلة إلا أنه لحد الساعة لم تضبط وزارة الشؤون الدينية آليات عمل الأئمة في هذه العملية التضامنية، حيث انتقد رئيس نقابة الأئمة جلول حجيمي في تصريحه ل«البلاد" عدم تنظيم المسؤول الأول عن القطاع لقاء تنظيميا لفائدة الأئمة الذين سيتولون تأطير توزيع الإعانات من قبل، موضحا أنه لحد الساعة لم يتلق الائمة أية وثيقة رسمية تشمل المنهجية المعمول بها، منوها بأن الطريقة القديمة كانت بالاشتراك مع رؤساء البلديات والجمعيات الخيرية التي تتم من خلال تزكية عائلات معوزة بحاجة إلى إعانات، والتي يتم التكفل بها سواء على مستوى البلديات أو المجتمع المدني، موضحا أن العملية هذه السنة مغايرة باعتبار أن المهمة أوكلت إلى وزارة التضامن وفق آليات وطرق لم تصلنا بعد. وأضاف حجيمي أن إشراك الأئمة في توزيع قفة رمضان أو الإعانات من حيث المشاركة أمر طيب، لكن ينبغي حسبه إيجاد آليات ليكون في أسلوب شفاف حتى لا يتهم الإمام بالمشاكل التي تقع كل سنة مع زكاة الفطر، لافتا إلى أن الهدف من تجنيد الأئمة هو الحفاظ على مصداقية ونزاهة العمل الخيري الذي تلطخ بحسابات سياسية على يد الأميار، او حتى نهب أموال المحتاجين. ودعا المتحدث إلى إيجاد طرق وآليات لتحسين مستوى هذا العمل الخيري ودور الإمام فيه من خلال محاضر مثبتة حتى لا تتهم أي جهة، ويكون العمل جماعيا والعملية مبينة، وأكد أن الإمام يتمتع بثقة المواطنين وبالتالي لا بد حسبه من استغلال وهذه العاطفة في إطار صحيح يزيد من شفافية العملية ومصداقية العملية عن الناس، مشددا على ضرورة أن تقوم الوزارة الوصية بدورها في وضع الإمام في الصورة بشأن هذه العملية قبل الشروع فيها قائلا "ينبغي أن تدرس الآليات في لقاءات، والمفروض أن تكون تدابير ونحن من المفروض أننا نقدم الآليات وبصفتنا شريكا اجتماعيا نحن نقبل على عملية لا نعرف تفاصيلها".