صدم الروائي الجزائري واسيني الأعرج أمس بعدما الإعلان عن صدور الرواية الأخيرة للكاتب الجزائري الفرانكفوني بوعلام صنصال والتي تحمل نفس العنوان "2084 نهاية العالم" في الوقت الذي تحمل مولودة واسيني الأدبية الجديدة عنوان "2084 العربي الأخير". ويغوص كلا العملين في نفس الإشكالية عن الوضع الخرافي الذي يعيشه الإنسان العربي. ونفس المكان "عربستان، آرابيا". وأكد واسيني الأعرج في تصريحه ل"البلاد" أنه لم يقرأ رواية صنصال موضحا "صنصال صديق ولكني أعلنت عن العنوان منذ سنة والجرائد العربية شاهدة على ذلك. ثم أننا نشتغل معا في نفس الإذاعة، إذاعة البحر المتوسط ميدي1، وذكرت القصة والعنوان في إحدى الحلقات ونشرت العنوان في مقالة لي في القدس العربي وغيرها من المنابر الإعلامية التي خصصت فيها في تفاصيل عملي الأدبي الجديد". واعتبر الأعرج أن أسوأ خبر تلقاه أمس هو صدور كتاب ل"زميله" الذي وصفه ب"الصديق" وبنفس عنوان مشروعه الروائي الذي بات جاهزا تقريبا، مضيفا "أسوأ خبر هزني اليوم هو هذه الصدفة؟ الفجائية الغريبة المتعلقة بكتاب صنصال، هل يمكن أن تكون الصدفة أن تكون بهذا الحجم؟ لا أعرف الشيء الكثير عن روايته إلا ملخصها، لكني إلى الآن لم أبلع بعد هذه الصدفة التي هزتني وهزت عملا أشتغل عليه منذ أكثر من سنة، أخط العالم العربي طولا وعرضا لأفهم هذه الهزات العنيفة، وكل قرائي سمعوا بعنوان الرواية وموضوعها إعلاميا منذ سنة؟ هل الصدفة تصل حد التطابق؟". وردا على سؤال "البلاد" عما ينتظره من صنصال خلال المرحلة المقبلة "تفسير أو اعتذار"، فرد صاحب أنثى السراب لا أنتظر شيئا سوى أني وضعت الرأي العام أمام الخبر. تحدثت هذا المساء مع وكيلتي الأدبية الفرنسية وهي بصدد استشارة محامي يعمل معها في مثل هذه القضايا". ويواصل المتحدث في تصريحه حول ما إذا كان سيرفع دعوى قضائية ضد الفرانكفوني صنصال المشهور بدعمه ل"لمشروع الصهيوني" من خلال العديد من المواقف التي سجلها في تاريخه "في الوقت الحالي لا أفكر في دعوى قضائية لأنه لدي وكيلة وأنا لا أتصرف إلا بإذنها لأنها الأقرب من الموضوع.. هي مستغربة أكثر مني للموضوع، ما يمكن أن تقوم به هو أن تضغط على غاليمار لتغيير العنوان أما المادة الداخلية لا اعرف إلا فكرتها المشابهة لما كتبته". وعما إذا كان سيغير عنوان كتابه الجديد بحكم أنه استهلك من قبل زميله الكاتب بوعلام صنصال؛ قال واسيني "سأصبر عليه لأنني أملك كل الإثباتات التي تؤكد ملكيتي الفكرية له". وتعزف رواية واسيني الأعرج التي استلمت البلاد نسخة من أجزاءها الأولى؛ على إيقاع رواية الروائي الإنجليزي المعروف "جورج أورويل" تتحدث عن مستقبل العرب خلال الألفية الجديدة، لكنها تتناول مآلنا العربي. وقد اختارت لها عنوان "2084.. العربي الأخير"، وهي تروي حكاية آخر عربي على وجه الأرض حسب واسيني، فهي ترصد كيف أن العرب، من الآن وإلى غاية سنة 2084، سيعودون إلى النظام القبلي العشائري، والصراعات على الماء، والتقتيل.. إلخ. ويقول واسيني "صحيح أن مخططها هو مخطط مخيف ومروع، وقد أكون مخطئا فيه، لكن الواقع حاليا يكشف أننا نتجه نحو المصير الحتمي. ليس هناك أي مشروع، حتى عند الدول الغنية التي تمتلك إمكانيات مادية هائلة. خذ مثالا بسيطا: إذا أطلقت إسرائيل صاروخا على مراكز توليد الكهرباء أو على مراكز تحلية المياه في الدول العربية الغنية التي تمتلك إمكانيات كبيرة، فإن الناس سيموتون عطشا، وسيختنقون من شدة الحر في حال غياب المكيفات وأجهزة التبريد.. إلخ. ومن هنا، فحياتك هي بين أيدي الآخر، الذي قد يقرر في أية لحظة أن يمحو شيئا اسمه الوجود العربي، أو يعود به إلى الفترات البدائية".