شهدت سيدي البشير التي تحولت إلى قبلة للمافيا والعصابات الإجرامية ومرتع للمبحوث عنهم أو المسبوقين قضائيا مساء السبت، أكبر عملية مداهمة قامت بها المجموعة الإقليمية للدرك الوطني وتم تجنيد 2500 دركي لها من 10 وحدات. وأشرف عليها قائد المجموعة شخصيا، عملية رحب بها السكان الذين أصبحوا يعيشون أيام رعب بعد أن فرض المجرمون سيطرتهم على المنطقة وحولوا الحي إلى ساحة لمعارك تصفية الحسابات بين 3 عصابات إجرامية: عصابة "داعش"، "السنافر" وعصابة المدعو "شكشاكة" وهو رئيس لإحدى الجمعيات بالحي الذي كشف السكان الذين استقبلوا مصالح الدرك بنداءات الاستغاثة، أن "شكشاكة" رئيس جمعية مشبوهة كان يقوم بجمع الأموال على سكان الحي، موهما إياهم بإفادتهم من سكنات ليتحول إلى رجل مافيا يقود عصابة تضم حوالي 80 شخصا ودخل في معارك تصفية الحسابات مع العصابات الأخرى. وفي حصيلة مؤقتة للمداهمة تم القبض على زعيم عصابة "داعش" المدعو "ولد الحمراوية" وهو مسبوق قضائيا وصدرت في حقه 5 أوامر بالقبض في قضايا متعددة على رأسها السرقة والاعتداء والاختطاف وحرق المنازل وغيرها وهو لا يتجاوز 35 سنة من العمر. وجاءت عملية الإيقاع به بعد أن تشاجر مع عصابة أخرى ليلة الخميس وأصيب بجروح بليغة في الرجل بواسطة سيف، حيث تم إخفاؤه في بيت فوضوي تمكنت عناصر الدرك من تحديد موقعه وتوقيفه في انتظار مثوله أمام العدالة لمواجهة التهم المنسوبة إليه، بينما لم تكتف عناصر الدرك بتوقيف المتهم بل امتدت التحريات إلى بلدية حاسي بونيف التي تم تطويقها أيضا من طرف عناصر الفرقة الإقليمية للدرك بالمنطقة في إطار نفس العملية المشتركة التي أتت بثمارها، ليتم توقيف أخطر مجرم بالمنطقة وهو عنصر من عناصر عصابة "داعش" بسيدي البشير ومتورط كذلك مع "ولد الحمراوية" في ترويع سكان سيدي البشير ويدعى "بيطام"، حيث تمكن رجال الدرك من الإيقاع به رغم إشهاره سيفا وشروعه في تقطيع جسمه في محاولة للانتحار، وتم حجز السيف الذي استعرضته عناصر الفرقة الإقليمية لحاسي بونيف وهو مخضب بالدم بينما لم يسمح للصحافيين بتصوير المتهم. كما تم توقيف 8 أشخاص متورطين ضمن العصابات المذكورة، في حين أصدرت قيادة الدرك أوامر بالقبض ضد 80 عنصرا من العصابات المتواجدة هنالك بعد تحديد هوياتهم. وأسفرت العملية عن حجز عدة خناجر و360 قارورة خمر وخوذات للدراجات النارية وقوارير المولوتوف "69" قارورة، ولازالت العملية مستمرة حسب قائد المجموعة الولائية للدرك الوطني بوهران، بينما تم إصدار أمر بالقبض ضد المدعو "العربي شكشاكة" وهو رئيس تلك الجمعية الوهمية التي كانت تجمع الأموال على السكان لإيهامهم بتوفير سكن والتوسط لدى دائرة بير الجير للحصول على سكن اجتماعي ويبلغ هذا المبحوث عنه من العمر 30 سنة وهو مسبوق قضائيا، وقيل إنه يقطن بغرب وهران ويقود نحو 80 عنصرا إجراميا صدرت ضدهم أوامر بالقبض أيضا بعد تحديد هوياتهم. وأسفرت العملية حسب النتائج المؤقتة التي كشف عنها على الساعة 6 مساء عن تعريف 1008 أشخاص و4000 مركبة وحجز سيوف وخناجر وخوذات دراجات نارية وقوارير مولوتوف.