مقتل زعيم "القاعدة في شبه جزيرة العرب" ناصر الوحيشي وصل إلى مدينة جنيف السويسرية اليوم، وفد من جماعة الحوثي وحلفائها من النظام السابق للمشاركة في المشاورات اليمنية التي ترعاها الأممالمتحدة، التي دعت إلى هدنة إنسانية بمناسبة شهر رمضان، في حين أكدت الحكومة اليمنية على انسحاب الحوثيين من المدن ضمن أي حل محتمل. وغادرت الطائرة جيبوتي ووصلت في وقت مبكر من صباح اليوم، إلى جنيف. ويضم الوفد ممثلين للحوثيين بينهم حمزة الحوثي، وياسر العواضي الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي العام بقيادة الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح. وانتظرت الطائرة 24 ساعة تقريبا في جيبوتي التي وصلتها من العاصمة اليمنية صنعاء. وقال المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام إنه سُمح لها بالإقلاع نحو جنيف بعد ما وصفها بمساع حميدة قامت بها سلطنة عُمان. وكانت جماعة الحوثي قالت إن مصر والسودان لم تسمحا للطائرة بالتحليق في أجوائهما، في حين قالت هيئة الطيران المدني المصرية إنها لم تتلق طلبا كي تحط الطائرة في أحد مطارات مصر أو تحلق في أجوائها. وكانت المشاورات قد انطلقت اليوم في جنيف بحضور وفد الشرعية اليمنية والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وينتظر أن يشارك وفد جماعة الحوثي وحزب صالح في اليوم الثاني من مشاورات جنيف بعد أن كانت الجلسة الافتتاحية قد انطلقت قبل يومين بحضور وفد الشرعية اليمنية والأمين العام للأمم المتحدة. ودعا بان كي مون -لدى افتتاحه جلسة المشاورات بغياب الحوثيين- الأطراف اليمنية إلى وقف القتال، وشدد على ضرورة التوصل إلى هدنة إنسانية خلال شهر رمضان. لكن الوفد الرسمي اليمني وعلى لسان وزير الخارجية رياض ياسين، اشترط انسحاب الحوثيين من مدن بينها عدن وتعز، وأن يفرجوا عن أكثر من ستة آلاف معتقل. كما أكد أن وفد الشرعية لم يأت إلى جنيف من أجل أي حوار سياسي، بل لبحث سبل وآليات تطبيق القرارات الدولية الخاصة ببلاده. وقال المستشار الرسمي لوفد الحكومة اليمنية إلى جنيف أحمد بن مبارك، إن الحوثيين يستهدفون المواطنين الآمنين، وأضاف أن الجلوس على طاولة الحوار هو الأنسب لحل الأزمة اليمنية، وليس عبر استخدام القوة. وفي الأثناء، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون جميع الأطراف اليمنية إلى فرض هدنة إنسانية مع بداية شهر رمضان المبارك، مشيراً إلى أن 80% من أبناء الشعب اليمني في حاجة للمساعدات. وقال الأمين العام للأمم المتحدة في بدء مشاورات جنيف بشأن اليمن، "أدعو إلى هدنة إنسانية في اليمن مع بداية شهر رمضان المبارك تمكن من إيصال المساعدات لأكثر من 80% من المدنيين المحتاجين للمساعدات. كما أدعو الأطراف جميعها إلى العمل على عملية انتقال سياسي سلمي يضمن التمثيل العادل لمكونات المجتمع بما فيها النشاء والشباب ومؤسسات المجتمع المدني". وفي المقابل، تمسكت الحكومة اليمنية الشرعية بمطالبها، وقال وزير خارجيتها أنه يمكن بحث هدنة محدودة، لكن يجب أن ينسحب الحوثيون من مدن بينها عدن وتعز وأن يفرجوا عن أكثر من 6000 سجين ويلتزموا بقرار الأممالمتحدة. من ناحية أخرى، أكد تنظيم القاعدة أن قائد التنظيم في جزيرة العرب، ناصر الوحيشي، قتل في غارة أمريكية بطائرة بدون طيار في اليمن. وأعلن التنظيم عن مقتل الوحيشي في فيديو نشر على الإنترنت. وكانت جماعة المصدر الإخبارية اليمنية على الإنترنت قد أفادت بمقتل الوحيشي في هجوم على محافظة حضرموت الجمعة الماضي. وكان الوحيشي يعد الرجل الثاني في قيادة التنظيم، كما كان السكرتير الخاص السابق لزعيم التنظيم أسامة بن لادن.