انطلقت صباح أمس مفاوضات جنيف لإحلال السلام في اليمن برعاية الأممالمتحدة ممثلة في أمينها العام بان كي مون ومبعوثها الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد. وشهد اليوم الأول غياب ممثل الحوثيين الذي تأخر الموعد حيث تحدثت الأنباء عن معوقات تقف في وجه انطلاق طائرة الوفد الحوثي من جيبوتي إلى جنيف حيث قال كي مون أنهم سيصلون في وقت لاحق. خلال كلمته دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى الوقف الفوري لإطلاق النار في اليمن كما حثّ الأطراف جميعها على العمل على عملية انتقال سياسي سلمي يضمن التمثيل العادل لمكونات المجتمع بما فيها النساء والشباب ومؤسسات المجتمع المدني. وشدد على ضرورة انسحاب كافة المسلحين من المدن اليمنية. وأعلن عن هدنة إنسانية لمدة أسبوعين على الأقل بمناسبة بدء شهر رمضان. كما حذر الأمين الأممي من مغبة فوات الأوان لإحلال السلام في اليمن مشيرا إلى أن الوضع يزداد تأزما وخطورة وأنه أصبح يشبه قنبلة موقوتة ومعاناة اليمنيين أيضا مطالبا بوقف هذه المعاناة التي انهكت اليمنيين مشيرا إلى أن 80٪ من أبناء الشعب اليمني في حاجة للمساعدات. كما شدد المبعوث الأممي على دعم المنظمة الدولية لكل الأطراف اليمنية في سعيهم للسلام وطالب بوجود فترة انتقالية سياسية تضمن تمثيلا عادلا لكل الفرقاء في اليمن. وبشأن المساعدات الإنسانية أكد بان كي مون على ضرورة إيصالها إلى المتضررين من الحرب في اليمن لاسيما في شهر رمضان. وقبيل انطلاق المحادثات عقد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأحد لقاءات مع المبعوث الدولي لليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد. ونقلت الوكالات لقاء الأمين الأممي كلا من قادة مجلس التعاون الخليجي ووفد الحكومة اليمنية القادم من الرياض. كما أجرى كي مون صباح أمس لقاء مع ”مجموعة 16” التي تضم الدول الخمسة الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وعددا من الدول العربية وكذلك ألمانيا واليابان وهولندا وتركيا والاتحاد الأوروبي. وسيطلع الامين الاممي المجموعة على ”جهود الأممالمتحدة لإطلاق مشاورات حول اليمن”. وكانت المجموعة المذكورة قد التقت أمس مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ. وفي السياق قال سكان محليون إن طيران التحالف الذي تقوده السعودية قصف فجر الاثنين مواقع جماعة أنصار الله الحوثية في مناطق متفرقة من اليمن متسببا في سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم. وقالت مصادر محلية أن القصف استهدف حيي الرمده والموشكي شمالي مدينة تعز ما أدى إلى اشتعال النيران وتصاعد أعمدة الدخان بشكل مكثف. وأشار السكان إلى أن المضادات الأرضية التابعة للحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح أُطلقت بكثافة وأن التحليق تواصل طيلة صبيحة أمس. وقادت المملكة السعودية في 23 مارس الماضي تحالف ”عاصفة الحزم” بناءً على طلب من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ضد جماعة الحوثي في اليمن الذين سيطروا على العاصمة صنعاء ومدن أخرى. وأعلنت المملكة في 21 أفريل الماضي انتهاء عاصفة الحزم معلنةً عن بداية عملية ”إعادة الأمل” لمساعدة الشعب اليمني لكن القتال والقصف تواصلا في مختلف المدن اليمنية بين قوات المقاومة الشعبية من جهة وقوات جماعة أنصار الله ”الحوثيين” والقوات التابعة للرئيس عبد الله صالح من جهة أخرى.