الطريقة التي تعامل بها الإعلام الدولي والبريطاني، مع قضية الأمير المتهم بقتل خادمه، تبعث على الريبة أكثر مما تبعث على الشفافية. فبغض النظر عن أن الجريمة لا تحمل دينا ولا جنسا، إلا أن محاولة إدانة نظام وهيئات كاملة بوزر..أمير..متهور، فيها من الشبهات ومن التجني ما يلغي أي كلام عن نزاهة واستقلالية الإعلام الدولي في إدارة محاكمة ضد متهم واحد حولتها الآلة الإعلامية الموجهة، لغرض ما، إلى محاكمة نظام كامل، بدءا بالأمراء وانتهاء إلى ما يرمز لكل ما هو مكي من مكةالمكرمة. الانتقائية الإعلامية التي تركز على.. حدث.. أو جرم عابر. لتجعل منه محورا لنشرات إخبارية تحول إلى عادة إعلامية تسيرها أجهزة متخصصة للطعن في كل ما هو عربي. فمن الإرهاب إلى الشذوذ إلى القتل، فإن الحدث يمكنه أن.. يدوّل.. إعلاميا إذا كانت فيه رائحة العرب، أما إذا كان بطله قسيسا أو بابا كنيسة.. حول خلوته إلى مرتع لانتهاك آدمية وبراءة الأطفال، فإن الخبر عادي والمحاكمة الإعلامية والقضائية عادية، والفعل معزول، حاله من حال الشبهات التي حامت ولاتزال تحوم حول مقتل الأميرة ديانا..ورغم ذلك فلا قاتل ولا شبهات حول أي أمير أو غفير بريطاني كان.. لقد تجلى أنه كلما كان أي حدث قريب من محور مكة.... فإن الآلة الإعلامية الدولية تفعل فعلتها، وتحوله إلى زلزال.. للإساءة إلى الجميع. وقضية الأمير السعودي الذي يحاكم هذه الأيام بإنجلترا وسط هالة إعلامية مشبوهة.. دليل حي على أن الإعلام الدولي يهمه جدا أن يقترب من حدود مكة لتشويهها.. رغم أن الأمير الجاني ذاته لو كان في مملكة خادم الحرمين، لنال قصاص النفس بالنفس والعين بالعين والقاتل..