كشفت ملفات موقع ''ويكي ليكس'' السرية عن وقوف إيران بحسب الأمريكيين وراء عدد من الأحزاب التي تأتمر بأمرها، وضلوعها في التخطيط والتمويل لعمليات تصفية لخصومها، وأحيانا لمن يعتقد أنهم من مناصريها. الوثائق تكشف أن القوات الأمريكية والعراقية صادرت شحنات كبيرة من الأسلحة تحمل شعار ''صنع في إيران''. كما تكشف النقاب عن شحنات من الأسلحة الثقيلة بعث بها الحرس الثوري الإيراني إلى الداخل العراقي وتلقاها مصدر مجهول في محافظة العمارة جنوب العراق، وتشير إلى أن فيلق القدس أشرف على تهريب العتاد والمتفجرات والصواريخ ومنها صواريخ أرض جو. وكشف تقرير استخباراتي بريطاني استند إلى مصدر في البصرة أن الحرس الثوري الإيراني يقود عمليات اغتيال في المدينة، وأشار إلى أن خمسة مليشيات شيعية منها منظمة بدر وحزب الفضيلة تلقت الأوامر مباشرة من طهران، وهي التي أصبح بعض أفرادها عناصر في الشرطة العراقية. واللافت أن التقارير السرية في حالة إيران تذكر أسماء عملاء تقول إنهم ضباط مخابرات إيرانيون كانوا يعملون بشكل يومي في العراق، أحدهم خطط لاغتيال القيادي في جبهة التوافق آنذاك عدنان الدليمي وإن بعضهم متورط في شن هجمات بالصواريخ على المنطقة الخضراء، علاوة على إقامة نقاط تفتيش مشتركة في المناطق الشيعية يشرف عليها عناصر أمن إيرانيون بوجود عناصر من جيش المهدي ومنظمة بدر. وتكشف إحدى الوثائق أن قائدا في فرق الموت في جيش المهدي قال في أكتوبر 2006 إنه كلف باغتيال رئيس الوزراء العراقي نوريئالمالكي، في حين تكشف وثيقة أخرى عن تهديد تعرض له رئيس الوزراء السابق إياد علاوي عبر سيارة مفخخة قادمة من إيران عبر الحدود الشمالية. وبدا الدور الإيراني بارزا في المواجهات التي اشتعلت بين المليشيات الشيعية وأبرزها جيش المهدي والجيش الأمريكي في ربيع العام ,2008 وقد تضاعف عدد العملاء الإيرانيين في العراق حينها إلى ثلاث مرات في تلك الأيام، غير أن ذلك لم يكف لصد الهجوم الأمريكي.